دخل أمس المعتصمون أمام المجلس التأسيسي في يومهم السابع والملفت للانتباه هو تزايد أعدادهم وتنوّع مطالبهم واللافتات التي كانوا يحملونها والتي تضمنت العديد من الشعارات المنددة بالتحالف الثلاثي. توحدت مطالب المصطفين على اليمين وعلى اليسار فلا وجود لمؤيدين للمجلس بل ان كل الشعارات التي تمّ رفعها في صميم المعارضة على غرار «التأسيسي مسرحية والعصابة هيّ هيّ» أو «يا مرزوقي عيب عليك «الخليفة» يحكم فيك» ويسبتدل المرزوقي بمصطفى بن جعفر «صطوفة» بين الفينة والأخرى كذلك رفع شعار «أنتم 217 ونحن الشعب».
انتعاشالطريف أنه على هامش هذا الاعتصام الذي امتد لأيام هناك تجارة انتعشت وسط الزحام لبيع «القطانية» و«الحلوى» و«الكاكي» هؤلاء الباعة المنتصبون داخل صفوف المعتصمين شاهدناهم خلال كامل أيام الاعتصام.«لا للخلافة»بهذا الشعار بدأت أستاذة فضّلت عدم ذكر اسمها الحديث عن سبب وجودها في الاعتصام وأضافت نحن هنا اليوم حتى نحافظ على مكاسبنا ولا نعود الى الوراء.. نحن هنا من أجل المساواة والديمقراطية والفصل بين السلط. وحول سؤالنا عن سبب كثرة المعتصمين اليوم مقارنة بباقي الأيام أجابت «لأننا بصدد توحيد صوتنا».
المصادقةأما نور الدين العمدوني (مناضل يساري) فأجاب عن هذا السؤال بالقول «أعدادنا اليوم أكبر لأن المجلس بصدد المصادقة على «الدستور الصغير» والمجتمع المدني يقول «لا، لن نسند صكّا على بياض لأيّ كان حتى ولو كان حزبا ننتمي إليه..» ولاحظ أن مطالب المعتصمين سياسية واجتماعية ولاحظ أن الشارع للمعارضة ولا مبرّر لنزول المساندين إليه.تحويل الأنظارونبّه العمدوني أنه يوم افتتاح المجلس تمّ تحويل أنظار التونسيين عن هذا الحدث بافتعال أحداث جامعة منوبة واليوم عند المصادقة تمّ خلق مشكل جديد وتصعيد الأحداث في تلك الجامعة بالاعتداء على أحد المربين فيها وغلقها..
وأضاف «مشاكلنا ليست عقائدية وصراعنا ليس بين العلمانية والاسلامي بل مشاكلنا واحدة وهي الدستور وغلاء المعيشة والبطالة». وتساءل محدثنا عن غياب المحامين وسط هذه الاعتصامات ملاحظا أن القضاة بدورهم أصدروا بيانا تعبيرا عن عدم رضاهم وعن تحرّكهم.مطالب مشروعةوسط كل المعتصمين اختار طلبة الطب أن يكونوا حاضرين بزيهم الأبيض.
عن هذه المسألة، تقول يمينة ثابت الطالبة ورئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات انهم هنا اليوم كشباب يريد لفت انتباه المجلس للبطالة ولغلاء المعيشة وحفز المجلس على الاهتمام بالقضايا الحقيقية للبلاد والمواطن.بيان الاعتصامخلال جولتنا بين المعتصمين التقينا مالك مقري منسق لجنة الاعلام لاعتصام باردو الذي ذكر أن الأطراف المتدخلة في الاعتصام توفقت الى صياغة بيان مشترك يضم 11 مطلبا تمّ الاتفاق عليها بعد جلسات حوار يوم أول أمس (الاثنين صباحا) ومن بين هذه الأطراف دستورنا وحركة 24 أكتوبر وحزب العمال الشيوعي وحركة الوطنيين الديمقراطيين وأبناء الحوض المنجمي.وهذه المطالب نذكر منها العدول عن برنامج تنظيم السلط المؤقت المطروح للنقاش كأمر مقضي..
تعديل مشروع النظام الداخلي للمجلس التأسيسي وذلك بفرض أغلبية الثلثين على كل قراراته وتقديم نص الدستور للاستفتاء الشعبي اعتماد أغلبية 50 زائد 1 في تركيبة الحكومة ونفس هذه الأغلبية في سحب الثقة منها والبث المباشر لجميع مداولات المجلس التأسيسي ولجانه للعموم.
المحاكمة العادلة لقتلة الشهداء ورد اعتبار جرحى الثورة ماديا ومعنويا وإرساء آليات التنمية الجهوية والتوزيع العادل للثروات والاستجابة لطلبات الشغل المشروعة في جميع أنحاء البلاد وتطهير الجهاز القضائي من رموز الفساد ومعالجة ملفات الفساد الاداري والمالي والسياسي الذي مازال متفشيا في الدولة وتعليق سداد الديون الخارجية وتجريم التطبيع في الدستور القادم.
ولاحظ الناطق باسم الاعلام في اعتصام باردو أن الصفحة الموجودة على موقع ال«فايس بوك» لا تمثل الشباب المعتصم ولاحظ أن الظروف اللوجستية لا تسمح حاليا بخلق صفحة رسمية للمعتصمين سيتم مد الاعلاميين برابطها.