بدأ اعتصام "باردو واحد "الذي إنطلق يوم الإربعاء الفارط.وضم عددا من ممثلي المجتمع المدني وممثلي الحوض المنجمي، يأخذ منعرجا آخر وصفه بعض من تحدثوا ل "الصباح" أمس على عين المكان بأنه شكل من أشكال إثارة الفتن وبث الفرقة في صفوف المجتمع التونسي استنادا إلى المشهد الذي بدا عليه الإعتصام أمس بعد التحاق الشق المناهض له بالمكان وأيضا من منطلق بعض الشعارات المرفوعة التي تحولت أحيانا إلى تراشق بالقوارير وبالألفاظ. وتطورت الأحداث يوم أمس بعد أن تجمعت أمام مقر المجلس التأسيسي مجموعة من الرافضين لتواصل الإعتصام قدرنا عددهم بحوالي خمسمائة شخص وذلك استجابة على ما يبدو إلى الدعوات التي أطلقت في اليومين الماضيين على "الفايسيوك" باسم شباب النهضة للقيام بتظاهرة مليونية مساندة للأغلبية في المجلس التأسيسي ومناهضة لإعتصام "باردو واحد". والملاحظ أن أغلب المتجمعين في الشق المناهض للإعتصام كانوا من المراهقين والشبان المتراوحة أعمارهم بين 13 سنة و20 سنة مع وجود فئات عمرية أخرى وإن كانت محدودة العدد رافعين الأعلام البيضاء والسوداء التي تشير إلى حزب التحرير إلى جانب لافتات أخرى كتب على أحدها"أيها الرفيق إعرف حجمك"...
حواجز حديدية وفوضى
ولتجنب حدوث مناوشات أو صدامات بين المعتصمين والداعين لفض الاعتصام،لا سيما وأن شهود عيان أكدوا "للصباح" وجود تراشق بالقوارير وتبادل للألفاظ النابية والإستفزازات ، تم وضع حواجز حديدية بين المجموعتين قسمت الشارع أمام المجلس التأسيسي إلى نصفين وتدخلت قوات الأمن لتيسير حركة مرور السيارات والمترجلين التي بدت عصيبة مما تسبب في تعطل حركة السير وحدوث فوضى وتدافع كبيرين. من جهتهم عبر عدد من متساكني باردو الذين تواجدوا بالمكان عن استغرابهم مثل هذه الأحداث التي لا مبرر لها لدى البعض على غرار ماهر بن سالم مدير فني بشركة الذي لمح إلى وجود أطراف تدفع باتجاه التوظيف السياسي لبعض المطالب والتحركات المشروعة .وقال إن هذا التقسيم الذي فرض نفسه على المشهد في ساحة باردو وتسجيل بعض المناوشات قد ينذر بتطورات خطيرة وفتنة في الأفق.وفعلا حدث حوالي الساعة الثامنة من ليلة أمس ما كان يخشاه الجميع إذ وقع تراشق بالحجارة مما دفع اعوان الامن للتدخل والتفريق بين الشقين المتواجهين.
"لا للجواري"..
وأشار محمد حرايري (أعمال حرة) من مناهضي الإعتصام أن بعض الشعارات التي يرفعها المعتصمون تبدو "غير معقولة" ولا مبرر لها على غرار اللافتات المكتوب عليها "لا للجواري" وهو رأي يشاطره علي بن ابراهيم الذي يعتبر رفع شعارات تدعو لحقوق المرأة هو أمر مفروغ منه في تونس ولا يحتاج إلى الإعتصام من أجله كما أن الدعوة إلى مراجعة المرسوم المنظم للسلط تمت الإستجابة إليه صلب المجلس التأسيسي فلماذا يتواصل الإعتصام. ويرى بعض الرافضين للإعتصام أنه يجب ترك فرصة للمجلس التأسيسي الذي انتخبه الشعب ليعمل ويعالج المسائل العالقة وذات الأولوية كالتشغيل ثم تقييم أعماله على غرار ما قاله أحدهم"ما نقصش يد السارق قبل ما يسرق"...
الضغط مطلوب على المجلس
في المقابل يرى المعتصمون أن من حقهم التعبير عن آرائهم على غرار حمدي حامل شهادة الأستاذية يقول إنه جاء للإعتصام بعد الاعتداءات المسجلة مؤخرا على الحرم الجامعي في حين يعتصم آخرون من أجل حقهم في التشغيل كممثلي الحوض المنجمي ويعتصم آخرون للدفاع على بعض الحريات والضمانات في الدستور وللتأكيد على الفصل بين السلط وكلها مطالب مشروعة من وجهة نظر حمدي بل أكثر من ذلك يعتبر أن إعتصام باردو محطة أساسية للضغط على الأغلبية الحاكمة حتى لا تنتج دكتاتورية جديدة وتحترم التعددية وحق الأقلية."وهذا ما يحاول المعتصمون إيصاله إلى المجلس في شكل سلمي." واستنكر المعتصمون الذين تحدثوا إلى "الصباح" ما وصفوه خروج الشق المناهض لهم عن حدود التعبير السلمي والحضاري والديمقراطي وتعمد بعضهم رفع شعارات تكفر المعتصمين وتشكك في عقيدتهم وأخلاقهم أحيانا. وأشار في هذا السياق شكري بلعيد (عن حركة الوطنيين الديمقراطيين) كان أمس ضمن المعتصمين أنه يمكن قبول التعبير عن الرأي المخالف لكن في إطار العمل المدني السلمي واعتبر بعض الشعارات المرفوعة غير لائقة تنم عن عدم استيعاب الطرف الآخر لقواعد الديمقراطية والتعبير الحر عن الرأي.وأكد شكري بلعيد وجود وجوه مأجورة وخريجي سجون بين الوفود التي تجمعت لمناهضة الإعتصام "..لكن نحن نرحب بهم في إطار الإحترام المتبادل.."وأكد المعتصمون في بيان صادر عن لجنة الإعتصام على مواصلة اعتصامهم وتوسعه ليضم مشاركين من جهات ومنظمات أخرى بهدف مواصلة الضغط على المجلس التأسيسي للإستجابة للمطالب المرفوعة.