لا بدّ من ايجاد حلّ نهائي لهذا الذي يحدث على الحدود التونسية الليبية وبأقصى سرعة، ذلك أن العلاقات بين البلدين حيوية بل هي مصيرية، وكل غيمة تمرّ على سماء العلاقات تضرّ بتونس وبليبيا معا. وكل عشب طفيلي ينبت في حديقة علاقات الجارين، يعيق بالضرورة ما أينع من قبل من ثمارها.
يبدو الحل المطلوب الآن بعيدا ففي ليبيا مشاكل جمّة وخطيرة، فسلطتها السياسية ضعيفة جدا، وتكاد تكون غائبة والميليشيات ترتع وتفرض قوانين الغاب والشعب منقسم على ملل ونحل كثيرة.إن ليبيا الآن أشبه بالدولة التي سيتم بعثها لا بدولة موجودة يجب أن تلملم ما أصابها من جراح.
ولأنها كذلك فإنه لا وجود لطرف يمكن التعامل معه ثم التعويل على قدرته ثم الرهان على إقامة علاقات استراتيجية معه.ولا أحد يعلم بالضبط وعلى وجه الدقة المدة الزمنية التي ستستغرقها ليبيا في بناء دولتها وفرض سلطتها واستعادة نجاعتها.
وهو سؤال يؤرق الليبيين والتونسيين معا. ذلك أن الظروف ضاغطة جدا والوقت يمرّ هدرا وحجم الخسارات كبير في لحظة تاريخية فارقة لا تتحمّل في سرعتها الانتظار، ولا توفّر فرصا متلاحقة ومتعاقبة.إن العلاقات التونسية الليبية علاقات مصيرية لذلك لابد من ايجاد حتى في الظروف الحالية ما يضمن حدها الأدنى، وما لا يجعلها بلا فائدة او نجاعة تذكر.
وخصوصا ما يضمن حاليا أن لا تتكرر الحوادث الأمنية على الحدود. فالبداية لابد أن تنطلق من هذا الملف بالذات أي الملف الأمني.