يعتبر فريق برشلونة الإسباني حسب الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم أفضل فريق في العالم خلال العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين فهل يعني ذلك أن برشلونة خالية من الشوائب؟ لأن المهارات الفنية العالية التي بحوزة لاعبي الفريق الكتالوني يعرفها القاصي والداني فقد حاولنا رصد بعض المشاكل الإدارية والفنية التي يواجهها هذا النادي المرشح بقوة للظفر بكأس العالم للأندية باليابان وذلك حتى نثبت أن مسألة الحصول على «فريق متكامل» يبقى من الأهداف صعبة إذ لا بد من وجود بعض الجوانب المظلمة صلب أي فريق مهما كانت درجة قوته ونعتقد أن تلك الكلمات التي تضمنها النشيد الرسمي للفريق الكاتالوني فيها الكثير من الغرور حيث يردد مناصروه أنه «لا أحد قادر على قهرنا» وهو أمر مجانب للصواب في ظل تعرض برشلونة للهزيمة في العديد من المناسبات واعترف مدرب الفريق «غوارديولا» مؤخرا أن ناديه «لن يصبح أفضل فريق في العالم إلا إذا فاز بكأس العالم للأندية» وهو إعلان صريح بإمكانية وجود فرق أخرى أقوى من برشلونة خارج القارة العجوز على الأقل.. وقد توصلنا إلى تحديد بعض المعطيات التي تخص العيوب الموجودة بهذا الفريق والتي تتمثل أساسا في النقاط التالية: مشاكل فنية وهفوات إدارية وقع الإجماع على أن برشلونة تستمد قوتها من الأداء الجماعي للاعبين لكن في المقابل أكد المدرب «كارلوس ألبرتو بيريرا» الحائز على كأس العالم مع البرازيل عام 1994 أن قوة الفريق الكاتالوني يمكن اختزالها في المجهودات التي يقوم بها ستة لاعبين فحسب من جملة 11 لاعبا وهم على التوالي: بيول (الروح القيادية) و«أنيستا» و«تشافي» (الموهبة) والثنائي «ميسي» و«فيّا» (النجاعة) وأخيرا «بادرو» (العمل المتواصل) هذا بالإضافة إلى القدرة على فرض ألوانه على أي منافس. حقائق أخرى عادة ما يتأثر الفريق الكاتالوني بغياب مدافعه «كارلوس بيول» حيث انقاد الفريق إلى ما لا يقل عن خمس هزائم كان خلالها بيول خارج التشكيلة التي اعتمدها غوارديولا. تراجع الفريق الكاتالوني بالمقارنة مع الموسم الماضي حيث حصد 34 نقطة من جملة 15 مباراة (دون اعتبار الجولة الماضية) وخسر بذلك ست نقاط بالمقارنة مع الفترة نفسها من الموسم الماضي (غريمه التقليدي ريال مدريد جمع 37 من 14 مباراة فحسب). يفاخر فريق برشلونة بالمعهد الذي خصصه لصناعة النجوم (يحمل هذا المعهد اسم «لاماسيا») وقد تخرج منه «بيكي» و«ميسي» و«فكتور فلداز» وكذلك «فابريغاس» الذي أثار جدلا كبيرا في إسبانيا بحكم أن فريق برشلونة تخلى عن هذا اللاعب بعدما قام بتكوينه لفائدة أرسنال الانقليزي (كان عمره انذاك 16 عاما) لكن برشلونة أعاد هذا اللاعب إلى صفوفه خلال فترة التنقلات الصيفية مقابل 29 مليون أورو بالإضافة إلى 10 ملايين أورو في فترة لاحقة وهو ما يضع مسؤولي هذا الفريق في قفص الاتهام ولكن هذه الصفقة لم تكلف النادي أموالا طائلة فحسب بل تسببت في بعض المشاكل الفنية للمدرب «غوارديولا» الذي اضطر إلى تغيير خططه التكتيكية حتى يستفيد من إمكانات هذا اللاعب دون أن يكون ذلك على حساب اثنين من أبرز اللاعبين في الفريق (انيستا وتشافي). تراجعت نتائج برشلونة في البطولة المحلية كلما تنقل خارج ملعب «الكامب نو» (حقق خلال الموسم الماضي 21 نقطة في 7 مباريات أي أن نسبة النجاح تعادل 100٪ أما خلال الموسم الحالي فقد جمع 9 نقاط من 6 مباريات (دون اعتبار الجولة الماضية) أي أن نسبة النجاح في حدود 50٪ فحسب). يؤكد بعض المختصين أن مدافع برشلونة «بيكي لم يهضم بعد الخطة التكتيكية الجديدة التي يتبعها مدربه «غوارديولا» كما أن علاقة «بيكي» (الصديق العاطفي للفنانة الشهيرة «شاكيرا») ب«غوارديولا» مرشحة للتصدع وقد تم استنتاج هذا الأمر استنادا إلى عدة تفاصيل دقيقة شهدتها العلاقة القائمة بين الرجلين. عادة ما تؤكد جماهير الفريق الكاتالوني أنها تشعر بالاعتزاز لأن ناديها يمنح الأولوية المطلقة لأبنائه كما هو الشأن بالنسبة إلى المدرب الأول للفريق «غوارديولا» إلا أنه لو تأملنا قائمة لاعبي النادي والتي تضم 21 لاعبا سنلاحظ وجود 9 لاعبين أجانب هذا فضلا عن لاعب أجنبي آخر ينشط في صفوف الفريق الرديف (برشلونة «ب») ودون اعتبار ثلاثة لاعبين أجانب أيضا تمت إعارتهم إلى أندية أخرى. يبدو أن أزمة عقود اللاعبين لم تشمل أندية العالم الثالث فحسب بما أن برشلونة الذي يعتبر أفضل فريق في العالم يضم حاليا ما لا يقل عن ثلاثة لاعبين تنتهي عقودهم في جوان 2012 مع العلم أن الفريق الكاتالوني لم يكن بمنأى عن الخلافات والأزمات المالية ولعل رئيسه الحالي ساندرو روسيل يتذكر جيدا خلافه الشهير مع الرئيس السابق للفريق «لابورتا» عام 2005 كما واجه الفريق أزمة مالية خانقة عام 2000 أدت إلى ارتفاع ديون النادي إلى حدود 150 مليون أورو. انتقدت الصحافة الإسبانية بشدة أداء الفريق الكاتالوني بسبب ضعف التركيز من قبل لاعبيه أثناء بعض المباريات (التعادل أمام ميلان في الكامب نو...) هذا فضلا عن الغرور في بعض الأحيان وإلا كيف يسمح «غوارديولا» لنفسه أن يقول عن لاعبه «ألكسيس» بعد مقابلة ريال مدريد «كان معصوما من الخطإ». يعوّل برشلونة كثيرا على النجم الأرجنتيني «ميسي» الذي منح رفاقه 67 تمريرة خلال 1288 دقيقة من اللعب ويسجل له هدفا على الأقل كل 76 دقيقة... وهو ما قد يؤرق مدربه «غوارديولا» في صورة احتجابه عن التشكيلة الأساسية للنادي.