خلّفت اللّخبطة الكبيرة التي تشهدها حركة القطارات منذ أسبوع حالة سخط شديد من مستعملي القطارات على الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية التي فشلت في احتواء الإضرابات المتكرّرة لأعوانها وموظّفيها تحت دواعي مختلفة. المسافرون الذين يستعملون القطارات بشكل يومي بين العاصمة ومختلف الاتجاهات وخصوصا سوسة وصفاقس أصبحوا يعانون الأمرّين جرّاء هذه الإضرابات التي لم تعطّل عمل الشركة ولم تؤثّر على حساباتها وتوازناتها الماليّة فحسب بل سبّبت حالة من الغضب والهيجان وسلّطت ضغوطا نفسيّة كبيرة على هؤلاء المسافرين الذين يقضّون يوميّا ساعات طويلة في محطّة القطارات دون أن تتّضح لهم الرؤية أو يكونوا على يقين من وجود يؤمّن لهم سفرة قد لا تكتمل، علما أنّ المسافرين الذين يتنقّلون يوميا بين سوسة والعاصمة وعددهم كبير جدّا يعيشون الضغوط نفسها مع كلّ صباح حيث لا شيء يضمن قدوم قطار يؤمّن لهم الرحلة إلى العاصمة حيث تنتظرهم التزامات مهنية ودراسية لا تقبل التأجيل. وقد عبّر عدد كبير من مستعملي الخطوط البعيدة عن تذمّرهم من تصرفات الشركة وطالبوا بضرورة إيجاد حلول عاجلة لحالة اللّخبطة هذه التي أثّرت على وضعياتهم المهنية وصارت تسبّب لهم مشاكل لا حصر لها بسبب التأخير الذي لم يعد يُحسب بالدقائق بل بالساعات. المسافرون الذين التقتهم «الشروق» أكّدوا أنّه لم يعد هناك أي مبرّر لاستمرار هذه الحركات الاحتجاجية التي تبين أن ضررها أكبر بكثير من نفعها وأنّ البلاد التي ركزت الآن السلطات الشرعية باتت في حاجة إلى كل الطاقات من أجل النهوض بها وبنائها لا إغراقها في مزيد من الفوضى. وعبّر مستعملو القطارات عن استيائهم من مسؤولي الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية الذين «تميّزوا» بسلبيّتهم الكبيرة إزاء هذه الاحتجاجات التي يجهل الجميع أسبابها، إذ لم يسعوا إلى إيجاد حلول في آجال معقولة حتى لا تتعطل مصالح الناس ولم يتوجّهوا إلى حرفائهم ولو بمجرّد اعتذار عن كلّ هذه اللّخبطة فضلا عن انعدام التواصل معهم والامتناع عن تقديم أية توضيحات أو تبريرات لما يجري. وممّا زاد في حنق المسافرين أن الشركة لا تمانع في فتح شبابيك التذاكر واستقطاب «طالبي السفر» الذين ينفقون أموالهم ويدفعون ثمن التذكرة كاملا دون أن تكون لديهم أية ضمانات حول توفّر قطار وحتى إن توفّر فهو يغادر المحطة بتأخير كبير عن موعد الرحلة الأصلي، وهو ما زاد في تشنّج الأعصاب وتعقيد الأمور. وحذّر مستعملو الخطوط الحديدية من أن استمرار هذه الرداءة في الخدمات ستكون له عواقب وخيمة إذا لم تتحرك الشركة وتتدارك الوضع.