سبق ان تحدثنا عن المعاناة التي يلقاها مستعملو القطار الرابط بين تونس العاصمة وسوسة (ذهابا وايابا) وكان أملنا ان تبادر الادارة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية باتخاذ التدابير اللازمة قصد تلافي النقائص وتطوير الخدمات خصوصا على خط تونسسوسة باعتبار ان عديد المسافرين هم من السياح الاجانب الذين يتنقلون نحو مدن نابل والحمامات وسوسة غير ان ملاحظاتنا السابقة لم تعرها الشركة اي اهتمام ولم نلاحظ اي تحرك ملموس من شأنه وقف مثل هذه المعاناة والمهازل اليومية المتكررة خصوصا ان غايتنا من وراء كل ذلك غاية وطنية اولا واخيرا، وكل ملاحظة سيئة نسمعها من سائح اجنبي تصيبنا في سويداء القلب، فمنذ سنوات قليلة شرعت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية في تنفيذ برنامج تأهيلي لأعوانها ووسائلها وتزامن ذلك مع قيامها بحملات تدريجية في اوساط المسافرين والشباب والطلبة قصد التعريف بمزايا السفر على متن القطار تحت شعار «حب القطار حب الحياة». وقد نجحت الشركة في الوصول الى غاياتها وحققت الاهداف المرسومة وبقدر ما كان النجاح حليفها في استقطاب اعداد كبيرة من المسافرين يتزايد عددهم يوما بعد يوم بقدر ما كان الفشل واضحا في قدرة وسائلها المادية في مواكبة هذا النجاح التجاري فعربات القطار التي تم تأهيلها اصبحت غير قادرة على استيعاب الاعداد الغفيرة من المسافرين وبالتالي اصبحت جميع الرحلات في اتجاه مدينة سوسة (ذهابا وايابا) تتميز بصفة اساسية هي «الاكتظاظ والاختناق» وهنا نتساءل اين اطارات الشركة واعوان مصالحها التجارية؟ ام ان ارضاء الحريف والسهر على راحته شعار لا يعرف سبيله نحو التطبيق الفعلي؟!؟! نماذج حية بعض النماذج من هذه المهازل اليومية المتكررة سنسوقها الى الادارة العامة للشركة وبقية مصالحها حتى تفتح تحقيقا في الموضوع. فخلال النصف الاول من شهر جويلية كان في الحسبان ان ينطلق قطار الخامسة والنصف مساء من تونس في اتجاه سوسة لكنه انطلق في حدود الساعة السادسة مساء واذا ما اخذنا بعين الاعتبار دخول المسافرين الى المحطة في الساعة الخامسة والى حين وصولهم الى سوسة في الثامنة ليلا فان المدة الزمنية التي قضوها تكون ثلاث ساعات بالتمام والكمال!!! وأغرب من ذلك ان لا احد في محطة تونس العاصمة توجه بكلمة اعتذار للسادة المسافرين واعلامهم بوجود تأخير في موعد انطلاق السفرة. ويوم الاحد 22 جويلية سجل قطار سوسةتونس انطلاقا من محطة القلعة الكبرى تأخيرا ب 35 دقيقة ليكون وصول الرحلة في حدود الساعة التاسعة و 50 دقيقة ليلا مع الاشارة الى ان العربة المخصصة للدرجة الاولى محجوزة بالكامل وبقية عربات الدرجة الثانية كانت مكتظة الى أبعد الحدود. وصبيحة الاثنين 23 جويلية كذلك (ايضا مع بداية الاسبوع) فان قطار سوسةتونس الذي ينطلق على الساعة الخامسة و 50 دقيقة صباحا الا انه انطلق من جوهرة الساحل بصفر من المقاعد الشاغرة وبعدها يبقى المسافرون الصاعدون من محطات القلعة الكبرى والنفيضة وبئر بوربة وقرمبالية وحمام الانف في حالة وقوف وازدحام داخل العربات، وهو ما يقلق راحة المسافرين وخصوصا السياح الاجانب. والسؤال المطروح هو لماذا لم تبادر الشركة باتخاذ اجراءات عملية ملموسة ك : اضافة سفرات اخرى على الخط الرابط بين تونسوسوسة (ذهابا وايابا). تدعيم أسطول العربات بعربات اضافية جديدة ومكيفة. مراجعة مواعيد انطلاق بعض السفرات. هذه الملاحظات والمقترحات نأمل ان تأخذها الشركة الوطنية بعين الاعتبار خاصة في ظل تطور عدد المسافرين ومستعملي القطار سنويا فخلال فترة الصيف كثيرا ما تختار العائلات التونسية الاصطياف بمدن سوسة والقنطاوي والحمامات ونابل وهو ما يجعلها تختار القطار كوسيلة نقل مثلى من حيث الامان والراحة وترشيد استهلاك الطاقة وبالتالي لابد ان تكون الشركة الوطنية قريبة جدا من المسافرين، وبما ان العودة المدرسية والجامعية على الابواب فان الشركة مطالبة ايضا بالتفكير في توفير ظروف نقل مريحة لطلبتنا وشبابنا، فما لاحظناه في السنوات الاخيرة هو تزايد عدد المنخرطين في برنامج «بطاقة شاب» غير ان ظروف استعمال القطار غير مريحة بتاتا. محطة القلعة الكبرى مرة اخرى نعود الى مسألة محطة القلعة الكبرى والتي تشهد يوميا تزايد عدد مستعملي القطار انطلاقا منها في اتجاه تونس العاصمة واغلب هؤلاء من متساكني مدن القلعة الكبرىوأكودة وحمام سوسة وسيدي بوعلي وكندار وخزامة وحي الرياض وشط مريم... والمطلوب هو وقوف القطار بهذه المحطة لمدة زمنية قصيرة لا تتجاوز 5 دقائق وذلك بالنسبة لجميع السفرات الرابطة بين سوسةوتونس ذهابا وايابا حتى نمكن المسافرين من فرصة النزول بهذه المحطة ونعفيهم مشقة النزول بمحطة سوسة وما يتبع ذلك من متاعب رحلة البحث عن وسائل نقل اخرى للعودة الى ديارهم وهي متاعب مالية ونفسية وبدنية، فالتنقل من محطة القلعة الكبرى نحو مدن أكودة وحمام سوسة وخزامة وسوسة وبقية مناطق الولاية اسهل بكثير من التنقل من مدينة سوسة التي وكما يعلم الجميع مدينة يتضاعف عدد سكانها في الصيف خمس مرات وما يتبع ذلك من اكتظاظ بشري واختناق في حركة المرور. بصراحة أملنا ان ينزل مسؤولو الشركة الوطنية للسكك الحديدية الى الميدان لمعرفة عديد الحقائق. ونفس الكلام نوجهه الى وزيري النقل والسياحة حتى يفتحا هذا الملف بكل جدية نظرا لما له من أهمية واضحة في حياة المواطن وصورة تونس لدى السائح الاجنبي.