اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة بالاشتراك في اغتيال العقيد الليبي معمر القذافي مستهزئا من «الديمقراطية» التي تسمح بعرض صور تصفية القذافي مؤكدا في ذات الوقت أن واشنطن لا تريد حلفاء بل أتباعا. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بوتين قوله في برنامج (حوار مع فلاديمير بوتين) الذي تبثه قنوات التلفزة الروسية ويجيب فيها عن أسئلة المواطنين، إن «طائرات أجنبية من دون طيار، بما فيها طائرات أمريكية قضت على الزعيم الليبي السابق معمر القذافي». وقال بوتين إنهم «عرضوا لكل العالم على الشاشة كيف قتلوه (القذافي)، وكان مضرجاً بالدماء، فهل هذه ديمقراطية؟ ومن فعل هذا؟ لقد وجهت الطائرات من دون طيار، بما فيها الأمريكية، ضربة إلى قافلته، ومن ثم جرى اتصال باللاسلكي وبمساعدة القوات الخاصة، التي ما كان يجب أن يكون لها وجود في المنطقة، تم عبره إستدعاء ما يسمى بأفراد المعارضة والمسلحين وأعدم من دون تحقيق أو محاكمة». الثورات الملونة من جهة أخرى، أعلن بوتين أن «الثورات الملونة» هي مخطط معد لزعزعة إستقرار المجتمع، معتبراً أن هذا المخطط «لم يولد من تلقاء نفسه». وحث بوتين المواطنين الروس الذين يريدون الإحتجاج في الشوارع، ألاّ يسمحوا لأنفسهم بزعزعة الإستقرار في البلاد، مؤكداً أن الإحتجاجات في إطار القانون مسموح بها. ورأى أن انتقادات المعارضة لنتائج الانتخابات البرلمانية تحمل هدفاً بعيد المدى يتمثل في تقويض مصداقية الإنتخابات الرئاسية المقبلة في مارس 2012، لكنه اعتبر أنه بغية «سحب البساط» من تحت أقدام من يضعون نصب أعينهم التشكيك في شرعية السلطة يجب تمكين المواطنين من متابعة عملية التصويت في الإنتخابات الرئاسية المقبلة للتأكد من نزاهتها، بتجهيز جميع مراكز الإقتراع بكاميرات تصوير الفيديو. ورحّب بوتين بنزول الشبان إلى الشوارع للتعبير عن موقفهم، وشدد على أن تعبير الناس عن رأيهم أمر طبيعي شرط ألا يخرجوا عن القانون، وقال إن «تظاهر المواطنين للإحتجاج على ما لا يرضيهم أمر حسن، وإذا كان هذا نتيجة لأداء (نظام «بوتين) فهذا أمر أسعد له». ونوّه بأن تكون المعارضة غير راضية عن نتائج أية إنتخابات لأن مهمة المعارضين معارضة السلطة دائماً من أجل الوصول للحكم. ورأى أن نتائج الإنتخابات البرلمانية تعكس ميزان القوى في البلاد، معتبراً أن فقدان حزب (روسيا الموحدة) بعض مواقعها في الإنتخابات ليس أمراً غريباً. ودعا بوتين المعارضة إلى اللجوء إلى المحاكم والتقدم بشكاواها عن حدوث عمليات احتيال في التصويت خلال الإنتخابات البرلمانية في 4 ديسمبر الجاري. وشدد على أن المحاكم هي المكان الوحيد حيث يمكن معارضة نتائج الإنتخابات. واشنطن ترد ورداً على الاتهامات التي وجهها إليها بوتين بالضلوع في قتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وصفت واشنطن الاتهامات بأنها «سخيفة». وقال الكابتن «جون كيربي» متحدثا بلسان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا: «الزعم بأن القوات الأمريكية الخاصة كانت ضالعة في قتل العقيد القذافي أمر سخيف». وأضاف «تم توثيق مقتل القذافي بشكل جيد جدا على مرأى من العالم، بما في ذلك ملابساته والمسؤول عن ذلك» أتباع لا حلفاء وفي سياق متصل, اعتبر بوتين ان الولاياتالمتحدة لا تبحث عن حلفاء لها على الصعيد الدولي بل على تابعين. وغمز بوتين من قناة الغرب وانتقد ما اسماهم ب «المغامرين الذين يحاولون النيل منا من الخارج والتأثير على سياستنا الداخلية» مؤكدا أنه «يجب وقف كل ذلك تماما». وختم بويتن بدعوة الناخبين الروس الى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من مارس المقبل.