أكد رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ان العمل الذي ينتظر التونسيين اليوم بعد إزاحة الدكتاتور، وانتخاب مجلس تأسيسي أعاد للشعب سيادته، يتمثل في بناء المؤسسات الديمقراطية «لتكون مستدامة وراسخة ومتينة» ملاحظا ان هذه المؤسسات لن يكتب لها النجاح ما لم ترسخ عقلية جديدة «هي عقلية المواطنين بدل الرعايا والحكام الديمقراطيين بدل الحكام المستبدين وعقلية المواطنين الذين يمارسون حقوقهم كما يمارسون واجباتهم». وقال المرزوقي في كلمة صباح يوم الجمعة بقصر قرطاج خلال موكب رسمي بمناسبة توليه منصب رئاسة الجمهورية، وحضره بالخصوص رئيس الجمهورية المؤقت السابق فؤاد المبزع ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة المكلف حمادي الجبالي، ان «القيم والاخلاق هي الشيء الذي فقدته البلاد طيلة العشرين سنة الماضية» مبينا «ان بناء صرح يدوم لقرون يقتضي اعادة بناء الاخلاق والقيم». وشدد على ضرورة ان تضمن الجمهورية التداول السلمي على السلطة وسيادة القانون وعلويته قائلا في هذا الصدد «لم نر شيئا من هذا في بلدنا.. لم نعرف سوى ظاهرة حاكم مصر على البقاء في السلطة حتى انفاسه الاخيرة عانينا من تعسفه وتعسف ادارته وشرطته وجهازه القضائي». واعلن محمد المنصف المرزوقي في هذه الكلمة عن اول قرار اتخذه منذ توليه رئاسة الجمهورية وهو إعادة القصور الرئاسية في الحمامات ومرناق وقربص وعين دراهم باستثناء قصر قرطاج الى املاك الدولة ثم بيعها في المزاد العلني على ان تضخ مواردها المالية في صندوق التشغيل مضيفا ان القاعدة في ادارة قصر قرطاج ستكون «اقصى قدر ممكن من التقشف» حتى تساهم الرئاسة في ما وصفه ب«الحرب المقدسة ضد الفقر والبطالة». وافاد بان المؤسسات الشرعية للدولة ستشرع بداية من الاسبوع القادم في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الصعبة متوجها للتونسيين بقوله «لن تغرق الباخرة .. تونس لن تغرق ..لن تذهب تضحيات ابنائنا سدى.. نعم تونس ستنجح». واضاف مخاطبا التونسيين: «يجب ان تستعيدوا الثقة والامل ويجب للعزائم الصادقة ان تتكاتف لاخراج البلاد من عنق الزجاجة» معربا عن اليقين بأن تونس ستنجح في بناء الديمقراطية والجمهورية وفي بناء الدولة المدنية الحديثة والمجتمع التعددي «واعادة القيم واعادة دور الثقافة لتصبح تونس بلدا يفكر وينتج وليس فقط يعيش تحت الشعارات».