قام تلفزيون دبي بإجراء حوار تلفزيوني شامل مع الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي المنصف المرزوقي، أجرته الإعلامية زينة يازجي من تونس في أولى جولاتها الميدانية المقررة إلى عدد من العواصم العربية والعالمية. وتناول الحوار الذي بث مساء السبت 21 جانفي واعادت بثه قناة حنبعل التونسية مساء امس الجمعة ، العديد من المحاور والقضايا التي تهم الشارع التونسي والعربي والتي تطرق إليها الرئيس التونسي منذ وصوله إلى قصر قرطاج بعد الثورة الشعبية التي اطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وتحدث الرئيس التونسي في بداية الحوار عن تغير نظرة الشارع التونسي إلى قصر قرطاج، بعد أن تم السماح للجمهور بزيارته وأصبح مكاناً مفتوحاً للمعارضة وأسر الشهداء والمثقفين والصحافيين، مشيراً إلى أنه عندما تقع الثورة ويتغير النظام السياسي فلن يتغير كل شيء بين عشية وضحاها، قائلاً ان قديم هذه الثورة لم يمت بعد والجديد لم يولد تماماً، وذلك في معرض حديثه عن الاستبداد المرضي الذي مرت به تونس في السنوات الخمسين الماضية، والثورة المضادة التي يقوم بها المستفيدون من النظام البائد، مؤكداً أن المجتمع السياسي في تونس يجب أن يكون مبنياً على الديمقراطية، من خلال الجمعيات المدنية والأحزاب السياسية، مطالباً الشباب بالدخول في هذه الجمعيات المدنية والأحزاب، لأنه لا توجد طريقة أخرى في العمل السياسي في نظام ديمقراطي خارج هذه الأطر المفتوحة للشباب، قائلاً إن أغلبية الطاقم المعاون له من جيل الشباب. وفي رؤيته للواقع الحالي في الشارع التونسي قال المنصف المرزوقي: أنا موجود في قصر قرطاج منذ 30 يوماً فقط، وقد تغيرت العلاقة النمطية بين الرئيس والمرؤوس ووضعت تحت ذمة الشعب القصور والاستراحات التي ستباع لحساب صندوق التشغيل، كما أننا الآن في مواجهة ملفات تراكمت على امتداد 50 سنة من الحرمان والظلم والتهميش والبطالة، كما نواجه نوعين من المشاكل التي تركتها الديكتاتورية والثورة، بعد أن توقفت الدواليب الاقتصادية طيلة السنة الماضية لضروريات الثورة، أي أننا أمام تركة بالغة الثقل وخراب في العقليات والمؤسسات والنظام الاقتصادي الاجتماعي، يتطلب منا إعادة بناء الدولة،، كما أنه لا سبيل للمساس بحيادية الدولة في ما يخص الدين، وعلى الجميع احترام الخطوط الحمر المتبادلة بين جميع الأطراف، مؤكداً أن تونس محكومة بنظام مجلسي بمعنى أن المجلس التأسيس هو الذي يحكم وقد وزعت صلاحياته الثلاث على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي، لذلك يمكن التأكيد على أن تونس ليست محكومة بحزب النهضة وإنما بإئتلاف من ثلاثة احزاب ل وختم المنصف المرزوقي حديثه عن تونس بالقول : أنا لم أعرف من المعارضة إلا صعوباتها. واعتقد أنني لن أعرف من الحكم إلا صعوباته، والآن اكتشف صعوبات السلطة وأتحملها وأعتبر ان دوري في المعارضة كان الإسهام في اسقاط الديكتاتورية وقد دفعت لهذا ثمناً باهظاً وأتصور أنني سأدفع ثمناً باهظاً لبناء النظام الديمقراطي، لكنني في آخر المطاف وعندما تنتهي حياتي سأقول ان لهذه الحياة معنى لأنني خدمت شعباً.