لم تمنع هدنة «رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي ولا الاحتفال بذكرى 17 ديسمبر البعض من أبناء سيدي بوزيد أصحاب الشهائد العليا من مواصلة اعتصامهم المفتوح احتجاجا على وضعياتهم «المزرية». هم أربعة شبان أحدهم يدعى حافظ خدمي متحصل على الشهادة الجامعية للتكنولوجيا والهندسة الميكانيكية والثاني محمد القدري متحصل على الأستاذية في التاريخ وثالثهما فاكر جبلي متحصل على شهادة الأستاذية في الفلسفة أما الرابع فإسمه ناجم جبلي (أستاذية في الفرنسية) وغيرهم كثير ممن طالت بطالتهم وقست عليهم الظروف وملّوا الانتظار أمام الأبواب الموصدة التي أمطرتهم وعودا قالوا عنها «مسكنات لمرض خبيث» هؤلاء الشباب لم يجدوا من حل سوى نصب الخيام أمام مقر الولاية والدخول في اعتصام مفتوح منذ يوم 21 نوفمبر 2011 قضوا منهم 15 يوما في إضراب جوع علهم يجدوا لفتة كريمة من السلط المعنية وإيجادهم حل لمحنتهم وهم في أمسّ الحاجة إلى العمل حتى أنهم عزفوا عن المشاركة في الاحتفال بذكرى 17 ديسمبر بمدينتهم ولم يغادروا خيامهم رغم إيمانهم بأن هذه الذكرى هي بداية تصحيح المسار الثوري على حدّ قولهم بعد أن حوّلت بعض الأطراف تاريخ الثورة بيوم هروب بن علي هؤلاء الشباب الذي انتظروا تحسين أوضاعهم بعد الثورة أكدوا أنهم سيتصدون لكل من يحاول تهميش الشباب والانحراف بأهداف الثورة كما أبدوا استياءهم من الزيارة المستعجلة للمرزوقي معربين عن رفضهم للهدنة التي دعا إليها مؤكدين أنهم ليسوا في حالة حرب ولم يعطلوا مصالح الإدارة ولا المواطنين وأن مكسبهم الوحيد هو الحق في الاحتجاج «ولا يمكن للمرزوقي الالتفاف عليه على حدّ قولهم». وأضاف المعتصمون أنهم مستعدون للتمديد في الهدنة لمدة سنة كاملة شريطة أن يتنازل رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة عن مرتبهم الشهري لفترة معينة لمساعدة المحتاجين وتوفير التنمية وفرص التشغيل وهي المطالب ذاتها التي رفعت منذ يوم 17 ديسمبر يوم إضرام البوعزيزي النار في جسده وظلت على حالها رغم مرور سنة كاملة وطالب المحتجون بإيجاد حلول عاجلة لهم تساعدهم على تجاوز أزمتهم مؤكدين أن تشغيلهم استحقاق وعلى السلط المعنية سرعة التدخل.