تمكن أعوان الشرطة العدلية بالقيروان مساء أول أمس الاربعاء من ايقاف 4 أشخاص وحجز قطع اثرية تتمثل في رأسين لتمثالين أثريين لرجل وامراة وقطع نقدية عتيقة، وذلك اثر كمين امني نصبه الأعوان بمدينة القيروان أثناء محاولة بيع القطع. وقد تم الاحتفاظ بالقطع الأثرية انتظار التعرف على قيمتها التاريخية، كما تم الاحتفاظ بالموقوفين ولا يزال أحد الأفراد في حالة الافرار. تعود أطوار العملية الاستباقية التي نفذها أعوان الشرطة العدلية حسب مصدر مطلع وحسب ما جاء في الأبحاث الأولوية واعترافات المشتبه فيهم، إلى أن أعوان الفرقة وردت اليهم معلومات أمنية تفيد أن أحد الشبان أصيل ولاية الكاف يقيم بسوسة يعتزم بيع قطعة أثرية لأحد المواطنين بجهة القيروان عن طريق وسيطين أصيلي الجهة. كمين تمت مراقبة الوسيطين (شابين) أثناء توجههما إلى مدينة سوسة، كما تم نصب كمين أمني للغرض، وبمجرد عودة السيارة المشتبه فيها إلى القيروان ليلا على متنها 3 أشخاص مصحوبين بالقطع الأثرية تم تفتيش السيارة فعثر الأعوان بداخلها على قطع أثرية تتمثل في رأسين لتمثالين أثريين احدهما لرجل والآخر لامرأة فتم حجزهما كما تم حجز السيارة (تويوتا) وايقاف المشتبه فيهم الثلاثة. تم اقتياد المشتبه فيهم إلى المقر الأمني للفرقة أين تم بحثهم فاعترف أحدهم أنه المالك الأصلي للقطع وأنه جلبها من الكاف مسقط رأسه، كما اقر الوسيطان انهما رغبا في التوسط بين البائع والشاري وقد كان من المنتظر ان يتم بيع القطعتين ب 75 ألف دينار ، كما تبين أن الشاري ليس سوى عون أمن متنكر. قدم أحد الموقوفين هوية شريك له قاطن بمدينة سوسة فتم ايقافه وعثر الأعوان بحوزته على نحو 20 قطعة نقدية أثرية كان ينوي بيعها وبالتحري مع المشتبه فيهم تبين وجود خامس في القضية وهو أصيل الكاف تعرف الأعوان إلى هويته وتم نشر بطاقة تفتيش وايقاف في شأنه لكن تحصن بالفرار، إلى غاية أمس الخميس، وقد تواصل الاحتفاظ بالموقوفين على ذمة القضية لمواصلة الابحاث. نزيف تهريب الآثار يتواصل أما القطع الأثرية المحجوزة فتشير المعطيات الأولية إلى أنها مصنوعة من العاج الخالص وتعود إلى تاريخ قديم وقد استعان أعوان الأمن بأحد المختصين في الاثار فأكد أنها أصلية لكنه لم يتعرف إلى الحقبة التاريخية التي تعود اليها، وينتظر أن تكشف التحاليل المخبرية عن هوية القطع الاثرية. يعتقد أعوان الفرقة العدلية ان المشتبه فيهم ينتمون إلى عصابة مختصة في بيع وتهريب الاثار كما يشتبه أن تكون القطع مسروقة من أحد المتاحف أو من أحد قصور اصهار الرئيس المخلوع وخصوصا بعد أن تمت ادانة احدهم في قضية تهريب الاثار وحكم عليه بالسجن وغرامة مالية. ولا يزال ملف تهريب الآثار مفتوحا على مصراعيه، ليكشف مزيد من الحقائق... والكنوز المنهوبة وقد كانت القيروان ضحية عصابات الاثار لكن لم يتم استرجاع القطع الأثرية المسروقة وخصوصا الرق الأزرق ويشتبه وجود أطراف أصيلة الجهة متورطة في قضية التهريب.