سقط عشرات القتلى والمصابين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في العاصمة السورية دمشق في أول يوم لوصول بعثة المراقبين العرب الى سوريا وسط اتهامات سورية رسمية لتنظيم «القاعدة» بالضلوع وراء التفجيرين. أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن أكثر من 30 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين في الهجومين الانتحاريين مشيرا الى انهما جدّا في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب واصفا إياهما ب «أول هدية من الارهاب والقاعدة». اليوم الأول وقال المقداد ان الارهاب أراد أن يكون اليوم الأول للمراقبين في دمشق يوما مأساويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأمريكيون وبعض الأطراف العربية. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن عمليتين ارهابيتين نفذهما انتحاريان استهدفا إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية والتحقيقات الأولية تؤكد ضلوع القاعدة في التفجيرين. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان سماع دوي اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى إدارة المخابرات العامة السورية. ونقلت وكالة الانباء الألمانية عن مصادر في دمشق قولها إن قوات الأمن أغلقت طرقا رئيسية مؤدية الى المنطقة وأن عدة أشخاص اعتقلوا قرب منطقة «كفر سوسة» حيث وقع أحد الانفجارين. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان وفدا من مسؤولي الجامعة العربية زار موقعيْ التفجيرين لتفقد الأضرار. ولم يكشف أحد أعضاء بعثة الجامعة العربية عن تفاصيل تحركات مجموعته الا انه أوضح ان أعضاء الفريق يعقدون اجتماعات دورية. تحذير لبناني بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية السوري أمس أن لبنان حذّر سوريا قبل يومين من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة الى داخل الأراضي السورية. وذكر جهاد مقدسي ان السلطات اللبنانية أبلغت نظيرتها السورية بهذا المعطى قبل يومين وأنها أشارت الى أن عناصر القاعدة تسللت الى سوريا عبر بلدة «عرسال» الحدودية. وأضاف في حصيلة جديدة مقارنة بالسابقة أن التفجيرين حصدا أرواح أكثر من 40 شخصا وأصابا نحو 150 آخرين من المدنيين وأفراد الجيش. وأشار الى أنه على المطالبين بالحرية ان يدركوا جيدا ان هذا الأمر ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية. غرفة عمليات وفي سياق متصل شكلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية غرفة عمليات لمتابعة تقارير وفود بعثة الجامعة التي قبلت سوريا انتشارهم بموجب البروتوكول. وكلف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس السفير عدنان الحضير برئاسة غرفة العمليات مع فريق من موظفي الأمانة العامة المتخصصين في المجالات ذات العلاقة بالموضوع السوري. وتعمل الغرفة على اتمام الاجراءات الخاصة بسفر وفود بعثة المراقبة الى سوريا وتجهيز كل احتياجاتها لتسهيل مهمتها ضمانا لحسن سير عملية المراقبة. وتتابع الغرفة سير عملية المراقبة والتقارير التي تصل الى الأمانة العامة من مبعوثيها الى سوريا وفق خطة العمل العربية التي قبلها النظام السوري ونصت على وقف العنف وإنهاء المظاهر المسلحة في المدن وإطلاق السجناء ومفاوضة المعارضة. وغطت «أحداث دمشق» على دعوات النشطاء السوريين الى التظاهرات تحت شعار «بروتوكول الموت» للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة التي اعتبروها «مناورة» من النظام.