وافقت دمشق أمس على التوقيع على بروتوكول جامعة الدول العربية لإيفاد مراقبين الى سوريا مشترطة أن يكون التوقيع في العاصمة دمشق وإن يستند الي فهمها لنصّ ومضمون البروتوكول وأن تُرفع العقوبات عنها فور الامضاء. وبعث وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أبلغه فيها رغبة دمشق إجراء التوقيع في العاصمة السورية استنادا الى خطة العمل العربي المتفق عليها في الدوحة إضافة الى الاستفسارات والايضاحات التي طلبتها سوريا من الأمين العام للجامعة العربية وردوده عليها.
تعقيبات وملاحظات وأضافت الرسالة أن التوقيع لا بد أن يستند الى المواقف والملاحظات التي تقدمت بها الجزائر الشقيقة وما صرح به رئيس اللجنة الوزارية والأمين العام للجامعة العربية تأكيدا لرفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري والتي تعتبر أي كل هذه الجزئيات جزءا لا يتجزّأ تفهمنا كمشروع البروتوكول.
وأكدت ان الحكومة السورية تعتبر جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة بغياب دمشق ومن ضمنها تعليق عضويتها في الجامعة والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية والمجالس الوزارية العربية بحقها لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين.
ودعت البرقية الأمانة العامة للجامعة الى القيام بإبلاغ أمين عام الأممالمتحدة برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الايجابية التي تمّ التوصل إليها بعد التوقيع على البروتوكول والطلب منه توزيع الرسالة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن وعلى الدول الأعضاء في الأممالمتحدة كوثيقة رسمية.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الطريق باتت سالكة للتوقيع على البروتوكول وان دمشق اتخذت هذه الخطوة حفاظا على العلاقات «العربية العربية» وحرصا على السيادة السورية مشيرا الى أن ما قدمته دمشق لا يمس جوهر البروتوكول ولم تضع أيضا شروط ولكنها أرادت ان يكون البروتوكول متجانسا وسعت أيضا الى إيضاحات واستفسارات لكي يكون هناك تنسيق عال من أجل نجاح مهمة الوفد.
وعما إذا كانت السلطات السورية ستسمح بتحرّك حرّ لخبراء الوفد في زيارة الأماكن التي يختارونها دون مرافقة السلطات أكد مقدسي ان التنسيق سيكون عالي الجودة.. وسوريا تريد حرية تحرّك الوفد ولكنها ستشكل لجنة وطنية لمواكبة الوفد مضيفا أن دمشق تريد منع التدويل ووقف العنف ودعم التعاون الايجابي.
وأشار الى أن البروتوكول ليس هو الخلاص وإنما هو خطوة على طريق الحل.. فهناك معارضة في الخارج تريد إقصاء السلطة وترفض الحوار وتقوم بالاقصاء.
وأردف ان بلاده تريد التأكيد مجددا على التعامل بإيجابية مع جامعة الدول العربية لضخّ الدماء في العلاقات العربية العربية مضيفا أن السلطات السورية أحاطت الجانب الجزائري علما بموقفها.
وأكد أن بلاده في إيجابيتها في التعامل مع البروتوكول لا تقوم بأية مناورة والقيادة السورية تختار مصلجة بلادها.
مهمة ب 3 أيام من جانبه، قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ان المقاطعة العربية لسوريا بدأت بالفعل في ضوء العقوبات العربية عليها بسبب استمرار الحملة الأمنية على المدنيين. وأوضح في حديث مع صحيفة «الحياة» ان دمشق طلبت مهلة يومين أو ثلاثة للرد على طلب التوقيع على البروتوكول العربي لحل الأزمة.
ونبّه الى أن من أسماه بالعالم الخارجي لن يتوقف وبدأ بالفعل في التفكير نحو تدويل الملف السوري مشيرا الى أن الجامعة العربية «تبذل قصارى جهدها» للحيلولة دون تدويل هذا الملف.
وأضاف «ما مفهوم التدويل، وما معناه؟ أنا حقيقة لا أفهم.. ما أفهمه أن الحل الذي يريده العالم الخارجي يعتمد أساليب أخرى غير الأساليب السلمية التي تتبعها.