هذا المسرب الضيق أصبح يمثل خطرا حقيقيا على السواق و المترجلين و وهو ما أفضى خلال الأيام الأخيرة إلى حصار حقيقي إذ تعذر المرور إلى القرية حتى على أصحاب السيارات رباعية الدفع فضلا عن ذلك فإن كل الثنايا الأخرى التي تربط الحجاج ببقية القرى تتميز بوعورة شديدة اللجوء إليها يعد مغامرة محفوفة بالمزالق. اللجوء إلى تخزين مياه الأمطار في ظل الانقطاع المتكرر لمياه الشرب يعمد الأهالي إلى تخزين مياه الأمطار في الدنان لمجابهة هذه المحنة الناتجة عن تعرض أنابيب المياه بصورة متواترة إلى التكسير و الإتلاف. في هذا السياق دعا بعض المواطنين سلطة الإشراف على مساعدتهم في بناء «فسقيات» داخل المحلات تخزن فيها المياه حتى تكون ملجأ لاسيما في أيام الصيف حينما تجف العيون و الوديان المحيطة بمنطقة الحجاج. الأتربة تغمر البحيرة و تسويها بالأرض المجاورة أُنشئت منذ عشر سنوات تقريبا بحيرة أسفل القرية منبعها «وادي الحفرة» و قد استغرق إنجازها أشهرا عديدة إلا أن غياب الصيانة و العناية جعل الأتربة تغمرها بسبب الانجراف فانسدت بل أصبحت في مستوى الأراضي المجاورة بعد أن كان عمقها خمسة أمتار تقريبا ومساحتها حوالي هكتار مما جعل الأهالي يفقدون ملجأ لسقي دوابهم و ماشيتهم فعمدوا إلى مياه الشرب فكانت المحنة مضاعفة خسارة مادية و تعود الأبقار على المياه الحلوة مما جعلها تنفر من مياه الوديان التي دأبت في السابق على الالتجاء إليها دون توجيه من الراعي أو من المالك!!! ندرة قوارير الغاز تفرض الطبخ على «الكانون» تعذر على أهالي منطقة الحجاج اقتناء قوارير الغاز لندرتها في المحلات و لغلاء سعرها في السوق السوداء و هو ما فرض عليهم اللجوء إلى «الكانون» للطبخ باستعمال الفحم و الحطب الذي يقع استجلابه من الجبل المجاور لكن الأمطار الأخيرة جعلت الحطب مبللا فاستحال إشعاله و كانت النتيجة أن بقيت بعض الأسر الفقيرة تحت طائلة الجوع والبرد ليلتي الثلاثاء و الأربعاء الماضيين مما دفع إحدى النساء إلى القول في حرقة لماذا لا يقع إعلان هنشير الحجاج منطقة منكوبة أم تراهم ينتظرون حتفنا!!!