التجربة علمتنا أن الأندية التي تكون في نسق تصاعدي تتأثر بمجرّد تخفيض نسق البطولة فما بالك بايقافه وهو ما حدث لبطولة الرابطة المحترفة الأولى التي توقفت لمدة تفوق الشهرين بما يجعل السؤال منطقيا عمّن سيستفيد من هذا القرار؟ النادي البنزرتي، أبرز الأندية هذا الموسم يعيش أحلى أيامه وهو الذي حقق سلسلة وردية بستة انتصارات متتالية، لكن الخوف جاء على ألسنة جماهيره التي كشفت قلقها من ايقاف البطولة وامكانية تراجع مردود اللاعبين وهي عملية نفسية بالأساس رغم أن المدير الرياضي محمود الورتاني أكد عكس ذلك وبيّن أنه جهز برنامجا علميا لتجاوز هذا المطبّ. السواد الأعظم من الجمهور والفنيين ذهبوا الى أن الأندية الكبرى ستكون أكبر مستفيد من توقف البطولة لأن الترجي عائد من اليابان مكسور الجناح وسيكون أمام فرصة لملمة جراحه خاصة بعد ما تصاعد دخان المشاكل حول بقاء المدب ومعلول وتجديد بعض العقود كما أن النادي الافريقي ورغم انتصاره الساحق على «البقلاوة»، فإنه أيضا يحتاج الي فترة زمنية يرتب فيها عبد الحق بن شيخة بيته بعدما تبيّن أن أكثر من مشكل يحتاج الى تدخل عاجل عوض ذر الرماد على العيون مثلما هو حال النجم الساحلي الذي لم يتأكد جمهوره الى حدّ هذه الساعة إن كان فريقه على سكة الصواب أم لا وحتى النادي الصفاقسي الذي مسح خيبته الاخيرة في قميص الأمن والحكم، فإنه يحتاج هو الآخر لتحريك المياه الراكدة في حديقته لتبيّن الخيط الأبيض من الأسود. وإذا كان هذا حال الأندية الكبرى، فإن نظيرتها الصغرى انتظرت بفارغ الصبر هذا التوقف لتعديل أوتارها والقيام بما يلزم للانطلاق مجدّدا على طريق البطولة رغم أن هذه الأندية بالذات ستتضرّر كثيرا من هذا الركود المفروض عليها بما أنها مطالبة من جهة بتوفير المال للقيام بالانتدابات وتحسين الأحوال ومن جهة اخرى ستدفع الكثير للموجودين من اللاعبين الذين يأكلون ويشربون دون أن تكون لهم مداخيل.