احتضنت مدينة «فيرانز» FIRENZE الإيطاليّة مؤخّرا تظاهرة سياسيّة تحت عنوان «تونس من المقاومة إلى الثورة الديمقراطيّة» نظّمها كلّ من الحزب الشوعي الإيطالي لإعادة البناء وجمعية «ضدّ الامبرياليّة» ورابطة الجمعيات الإسلاميّة بإيطاليا وحضرها كضيف شرف السيّد العجمي الوريمي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة. وقد وقف المشاركون في التظاهرة دقيقة صمت على شهداء الثورة التونسيّة كما قرأ عدد منهم من التونسيين فاتحة الكتاب ، وتركّز اللقاء حول الأسباب الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة للثورة التونسيّة ،وفي مفتتح اللقاء نوّه السيّد مورينو باسكوينلي (Moreno Psquinelli) عن جمعية ضدّ الامبرياليّة بالخطوات الإيجابيّة التي قطعتها الثورة التونسيّة إلى حدّ الآن مؤكّدا على أهميّة التمشّي الوفاقي لحركة النهضة وانفتاحها على الأطراف السياسيّة العلمانيّة منها على وجه الخصوص وانتقد المتحدّث نزعة الاستقطاب الإيديولوجي التي هيمنت على بعض ممارسات أحزاب اليسار التونسي. من جهته أبرز السيّد العجمي الوريمي أنّ مستقبل تونس في الديمقراطيّة وأنّ خيار حركة النهضة هو التوافق وأنّ البلاد ليست في حاجة للاستقطاب الإيديولوجي وأنّ الأغلبيّة والمعارضة يُشكّلان طرفا المعادلة في مسار الانتقال الديمقراطي وفي عمليّة البناء الوطني وأنّ الحكومة الجديدة عليها أن تُركّز على أولويات الشعب والمجتمع والشباب التونسي وأساسا في ملفات وقضايا التشغيل والتنمية في المناطق المحرومة والمهمّشة والتوزيع العادل للثروة وتحسين ظروف حياة المواطنين وانجاز إصلاحات عميقة ومتدرّجة في مجالات القضاء والإعلام والمنظومة الأمنيّة. وأكّد العجمي أنّ حركة النهضة ترفض الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين وترفض الاستقطاب بين الإسلام والغرب وتعتبر أنّ صدام الحضارات دعوة خطيرة وتدعو إلى ضرورة احترام الخصوصيات الثقافيّة وتكريس القيم الانسانيّة الّتي حولها اتفاق واجماع. كما أشار ممثّل حركة النهضة إلى أنّ النقاش داخل المجلس الوطني التأسيسي بمرافقة المجتمع المدني والإعلام وأنّ الفترة الانتقاليّة لا ينبغي أن تكون مفتوحة وأنّ المجلس ينبغي أن يُعدّ دستورا في أجل معقول يكون في حدود السنة. وبالتوازي مع هذه التظاهرة كان لممثل حركة النهضة نشاط مع الجالية التونسيّة ومع أنصار حركة النهضة وذلك عبر عقد لقاءين مع الجالية في روما ومدينة «كاربيه» وقد ردّ السيّد العجمي الوريمي على تدخلات الحاضرين الّذين طرحوا العديد من الملفات والاشكاليات التي يعيشونها في المهجر أو عند العودة إلى تونس مؤملين أن يكون لكتابة الدولة للهجرة الدور الفاعل في خدمة قضاياهم ومشاغلهم.