يمثل موسم جني الزيتون بالنسبة للعديد من أهالي معتمدية المحرس من ولاية صفاقس حدثا استثنائيا سنويا، تتجند له العديد من العائلات... لكن، ومع تفاقم أزمة التلوث بفعل المصانع والنفايات والفضلات التي ترمى عشوائيا على جوانب الطرقات المحاذية لغابات الزيتون، أصبحت هذه الثروة الطبيعة مهددة بالاندثار بل أن الجفاف المتعاقب طوال السنين العجاف التي خلت جعل الصابة تتقلص وتتناقض حتى وصلت هذا العام حدا جعل نواقيس الخطر تدق لتعلن أن هذه الشجرة المباركة تستغيث وتطلب النجدة في ظل «شيخوخة» العديد من غابات الزيتون بهذه الربوع والتي لم تعد تتحمل الكثير من الصعوبات كالجفاف والتلوث. ولقد عبر لنا العديد من فلاحي الزيتون بربوع معتمدية المحرس المعروفة بجودة زيتونها أن الحل الوحيد يكمن في إنشاء مناطق سقوية يمكن أن تمثل حلا تنمويا يخفف المعاناة عن شجرة الزيتون. كما أن بعض شباب الجهة وفي ظل تهديد العديد من المصانع بإغلاق أبوابها رأوا أن الحل الأبرز لجهتهم يتمثل في استغلال غابات الزيتون وتشبيبها لأنها تمثل ثروة وطنية دائمة قادرة على حل مشكلات البطالة على الأقل موسميا في فترة معينة. فعلى امتداد الطريق الجديدة الرابطة بين المحرس ومنزل شاكر مرورا بعقارب لا تمل العين مشهد غابات الزيتون التي تقف شامخة شاهدة على ما تركه الأجداد للأبناء والأحفاد لكن إهمال هذه الغابات قد يجعل الزيتون يموت واقفا مثلما بدا للعيان بعد التهميش الذي طال الفلاحة في السنوات التي كان فيها نظام المخلوع يبسط سلطانه على الأخضر واليابس. تشبيب شجرة الزيتون، واعتماد أنواع جديدة منها قادرة على تحمل الجفاف المتعاقب، بات من الحلول التي خلص إليها معهد الزيتونة بصفاقس في السنوات الأخيرة، لكن مشروع التشبيب اعترضته عراقيل كثيرة أهمها تكلفة « المشاتل «، وعقلية المواطن وخاصة الفلاحين الصغار الذين يرفضون تشبيب الشجرة وانتظار بعض السنوات حتى تدخل الشجرة حيز الإنتاج ..