من مفارقات قانون الطبيعة أن تظل ولاية صفاقس عرضة لانحباس الامطار والجفاف الحاد لمدة طويلة أدت الى أضرار فادحة على جميع المستويات النباتية والحيوانية وحتى على عامة الناس إذ اضطر الفلاحون الى قلع الاف الاشجار التي لم تتحمل العطش والى التخلص من الثروة الحيوانية أحيانا لأنها أثقلت كاهلهم في غياب المرعى وفجأة وعلى حين غفلة تنزل كميات كبيرة جدا بالمعتمديات المتضررة من الجفاف وهي العربية والصخيرة والمحرس بما في ذلك الشعال الذي يزخر بالغابات الفسيحة للزيتون فبعد تقبل كميات متوسطة خلال فترة عيد الفطر اختلفت من حيث النسب بين معتمدية وأخرى تراكمت السحب في السماء صبيحة يوم الجمعة الماضي وشرعت الامطار في النزول بغزارة عادية في البداية بنسبة 23 مليمترا بمنطقة الناظور الى حد الساعة الحادية عشرة صباحا لكن النسق ارتفع كثيرا فتحولت الامطار الى هطول غزير بلغت كمياته الى حدود الواحدة ظهرا 52 مليمترا في منطقة سيدي محمد نويقر من عمادة الحشيشينة التابعة لمعتمدية الصخيرة وقد أدى ذلك الى تسرب السيول الى بعض المنازل والمحلات على قلتها في المنطقة الريفية والى تسربها ايضا الى مدرسة ابتدائية وقع اجلاء تلاميذها باخف الاضرار فتقبلت في ظرف ساعات 133 مليمترا لتحطم الرقم القياسي في ولاية قابس في السنة الماضية ب116 مليمترا وبغنوش من نفس الولاية في السنة قبل الماضية ب115 مليمترا والغريب في الامر أن الكميات النازلة لم تتجاوز يوم الجمعة 12 مليمترا بالصخيرة والتي كانت رذاذا في المحرس مثلا. والأكيد أن هذه الأمطار ناجمة عن بروز ظواهر جوية جديدة وخطيرة بمفعول التلوث والانحباس الحراري وهي حالات جوية ملائمة لظهور الزوابع الرعدية المحلية وفي مكان ضيق احيانا تخلف امطارا طوفانية مثلما حصل بمنوبة والفضاء التجاري الكبير المحاذي للعاصمة منذ سنوات وبناء على ذلك فان مصالح الرصد الجوي مطالبة بتعميق الدراسات الخاصة بهذه التظاهرة الطبيعية الجديدة حتى نتجنب تبعاتها وفيضاناتها الخطيرة.