كنا من حين الى حين نستهلك اللحم البقري... صحي للجسد والجيب معا... وذات يوم قالوا لقد جن البقر في الغرب... فحولنا وجهتنا الى الدجاج... يولد في الماكينة ويسمن بالمنشطات ويتربّى بالمضادات الارضية وسعره في متناول المريشين مثله... وذات يوم قالوا ان الدجاج في آسيا اصابته الانفلونزا... والانفلونزا عافاكم الله ليست اغنية جديدة لنانسي عجرم وانما هي مرض... فمن يجرؤ على اكل دجاج محشي بالانفلونزا... ثم ان هذا المرض وخلافا للذكاء ينتشر بالعدوى... تنهّد أبو العيلة فخرج دخان اسود من مناخيره مع انه لا يدخّن. ثم قال: بعد كل هذا الذي سمعنا عما يحدث في الخارج طارت الشهية... وها انذا أجد نفسي راس راس مع العلوش... تحدّ لابد منه ومن يتحدّاني فليقابلني في بطاحي حومتي... لكن المشكلة ان المواجهة لن تكون بحد السيف... هو عنده قرنان وأنا على حد علمي لا أملك هذا السلاح الرهيب... فانه والله لقاتلي... وعلى رأي جماعة النطاح الحواري في الفضائيات هناك اختلال في موازين القوي... انها معركة «القرن» في الالفية الثالثة... والمشكلة هي أني لا استطيع المناورة ديبلوماسيا للخروج من المأزق... عيون الجيران تحيط بي من الجهات الاربع... أنا تحت الحصار والفيتو في يد عيالي وام عيالي وأم أمّ عيالي... تلك المنحازة الى ابنتها ظالمة او ظالمة... أنا على هذه الحال منذ نهاية الحرب العالمية... تنهد ابو العيال مرّة أخرى وبقوة فطارت اكياس البلاستيك المتناثرة في الطريق... ثم قال: عزائي الوحيد هو أنني سأنتقم منه يوم العيد ذبحا وسلخا وشواء وقدّيدا... وسأنشر صورته على الانتزنات... في حالتي الحملة والتفصيل... سكت أبو العيلة فجأة، طأطأ رأسه... سرح بنظره بعيدا ثم نظر إليّ بعينين لا روح فيهما ليسألني: أرأيت... الخرفان هي التي تذبح... أما الذئاب فمن يجرؤ... حاولت ان اردّ فقاطعني... هل فهمت قواعد اللغة... باعَ... يبيعُ... بع...