نظم أمس أساتذة وطلبة كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقفة احتجاجية للمطالبة بفك اعتصام السلفيين المطالبين بحق المنقبات بمزاولة تعليمهن دون التخلي عن النقاب. هذا الاعتصام الذي دام قرابة الشهر وعطل الدروس والامتحانات وجد استهجانا من قبل الإطار التربوي والطلبة بجامعة منوبة. وقد رفع المحتجون عديد الشعارات التي تندد باعتصام السلفيين وبموقف الوزارة من هذا الاعتصام الذي عطل الدروس مطالبين بعودة الأمن ولو بصفة وقتية إلى كلية منوبة كي يقع فك الاعتصام ومنع الغرباء من الدخول إلى الحرم الجامعي. وأكد الطالب منعم سنة ثالثة انقليزية أن الطلبة بكلية منوبة لديهم تخوف كبير من قضاء سنة جامعية بيضاء في ظل وجود عدد من السلفيين الغرباء عن الجامعة منهم من يعمل خضارا وآخر ميكانيكي. متسائلا لماذا لا يقع إخراج هؤلاء من الحرم الجامعي بالقوة بعد أن فشلت كل الأساليب المتبعة في إقناعهم بإخلاء الكلية وفك الاعتصام؟. وأضاف: الطلبة هم الطرف المتضرر من هذا الاعتصام والحل كما نراه جميعا هو اتخاذ الوزارة موقفا حازما تجاه هؤلاء والسماح بعودة الدروس إلى مسارها الطبيعي خاصة ونحن في فترة امتحانات ولا يمكننا تأجيلها أكثر من ذلك. دافعنا عن المحجبات وأضاف السيد جميل الحجري أستاذ في علم المناخ بكلية منوبة أن هذا الاعتصام يعتبر مهزلة وعملا سخيفا يجب أن نوقفه مهما كلفنا الأمر والتوقف عن إلحاق الضرر بالطلبة الذين أصبحوا أكثر تخوفا مما مضى من قضاء سنة بيضاء. وأكد السيد جميل الحجري أن كلية منوبة هي من أولى الكليات التي دافعت عن حق المحجبات في الدراسة في عهد النظام السابق وأمّنا لهن حقوقهن في الدراسة وتلقي العلم لكننا اليوم نقف ضد النقاب لا من منطلق ديني وإيديولوجي . بل نحن ضد النقاب من منطلق بيداغوجي وأمني فمن حق الأستاذ التعرف على هوية الطالبة حتى تتم عملية التواصل البيداغوجي بنجاح كما انه من حق إدارة الكلية التعرف كذلك على هوية الطالبة لضمان الأمن وعدم السماح للغرباء بالتسلل إلى الحرم الجامعي وإتيان أفعال تسيئ إلى هيبة المؤسسات الجامعية في تونس. من جهة أخرى بين السيد جميل حجري أن الطلبة هم المتضررون من هذا الاعتصام. وخاصة منهم طلبة الماجستير المطالبين بتقديم بحوثهم خلال فترة زمنية محددة وقال: اضطررنا إلى تدريسهم خلال العطلة بعدد من المقاهي حتى نضمن تقدمهم العادي في انجاز أبحاثهم . ولهذه الأسباب نحن هنا لمطالبة الوزارة بتوخي الحزم تجاه المعتصمين لفك الاعتصام وعودة الدروس إلى سيرها العادي. محضر اتفاق بين السيد حاتم كتو المكلف بالإعلام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي انه من المفروض أن يقع أمس إمضاء الاتفاق الذي جمع ممثلين عن المجلس العلمي بكلية منوبة والطلبة المعتصمين برعاية لجنة الوساطة المتكون من مديري بعض المؤسسات الجامعية بجامعة منوبة. ويحتوي هذا الاتفاق على النقاط التالية: التزام إدارة كلية منوبة بتوفير مصلى قبل موفى شهر جانفي التزام الطلبة بعدم الضغط على الأساتذة التزام حول حق العميد أو من يمثله في التعرف على هوية الطالبة قبل دخولها إلى حرم الجامعة ورفض دخولها إذا رفضت الكشف عن هويتها. تغيير المعتصمين لمكان اعتصامهم وإخلاء الكلية من الغرباء موقف الوزارة من النقاب بين السيد حاتم أن الوزارة تعاطت مع مسألة النقاب منذ أفريل الماضي وان هذه المسألة ليست وليدة الأشهر القليلة الماضية. وقد تعاملت الوزارة مع النقاب من زاوية بيداغوجية وإدارية وأمنية ولم يقع التعامل مع النقاب من زاوية دينية وإيديولوجية وسياسية. فمن حق الأستاذ التعرف على هوية الطالب باعتباره مسؤول عن عملية بيداغوجية تربوية تواصلية بالأساس فيها طرفين الباث والمتلقي ولا تستقيم العملية التربوية بوجود باث وغياب المتلقي أو تخفيه . كما أكدت الوزارة على أن الأستاذ هو سيد القسم وهو حر في الطريقة التي يراها مثلى في تعامله مع طلبته. ومن ناحية إدارية وأمنية فإنه من المفروض أن يقع كشف هوية من يدخل الحرم الجامعي ضمانا لأمن من يوجد بهذا الفضاء التعليمي. من جهة أخرى فند السيد حاتم كتو وجود نجلي وزير الداخلية ضمن المعتصمين وبين أن الوزارة ترفض عودة الأمن إلى الجامعة وترفض الحل الأمني في التعامل مع المعتصمين الذين ستتوخى معهم أساليب الحوار والنقاش وسيكون التدخل الأمني في آخر مرحلة وعند استيفاء كل الأساليب الممكنة للتفاهم مع المعتصمين. نظم أمس أساتذة وطلبة كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقفة احتجاجية للمطالبة بفك اعتصام السلفيين المطالبين بحق المنقبات بمزاولة تعليمهن دون التخلي عن النقاب.