أعلنت خمس طالبات منتقبات الدخول في اضراب جوع مفتوح بداية من اليوم.. اعتصام الطلبة المحسوبين على "التيار السلفي".. احتماع عام لاتحاد طلبة تونس بكلية اداب منوبة يدعو فيه لخوض حراك احتجاجي من اجل الحق في اسبوع مراجعة قبل خوض امتحانات السداسي الاول.. هذا هو الجوّ العام الذي رصدته امس"الصباح" داخل الحرم الجامعي لكلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة. وزعت على كامل ارجاء الحرم الجامعي "فسيفساء" من الشعارات غير ان رسائلها تنم عن توجهات مختلفة ومتباينة تترجم انتماءات الطلبة الي تياري اليسار واليمين ولكل نصيبه من فضاء الكلية لعرض شعاراته وتنصيب مضخمات الصوت. ليس بعيدا عن اعتصام "السلفيين" شهدت كلية منوبة امس اجتماعا عاما لبعض نشطاء اتحاد عام طلبة تونس دعوا فيه الى خوض حراك احتجاجي لتمكينهم من أسبوع مراجعة قبل خوض غمار امتحانات السداسي الأول المنتظر ان تنطلق في 24 جانفي الجاري حسب الروزنامة المنبثقة عن اجتماع المجلس العلمي للكلية.
ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي حسب محمد محسن عامر طالب بقسم الانقليزية وناشط في اتحاد عام طلبة تونس للضغط على الإدارة والعميد لمنح الطلبة أسبوعا للمراجعة بعد ان بات الطالب بكلية آداب منوبة يعاني مشاكل نفسية جراء الأجواء المتوّترة داخل الحرم الجامعي. كما أكد عامر "انه سيتم اللجوء الى التصعيد في حال رفض العميد عدم منح الطلبة أسبوعا للمراجعة".
"فصل" سياسي
وفسر نفس الطالب ما يجري في كلية آداب منوبة على "انه فصل من فصول البرنامج السياسي السلفي المرتبط باجندات اجنبية، اما عن دور اتحاد طلبة تونس بعد ان كان يعيش صراعات داخلية ما بين شق مناضل وشق انتهازي كان مهادنا للسلطة سابقا فقد تم الاعلان مؤخرا عن مشروع نقابي جديد تحت اسم" المسار النقابي المناضل" يضمّ أطرافا شبابية وهو مشروع لحلّ ازمة اتحاد عام طلبة تونس وحلّ ازمة مؤتمره الذي لم يعقد منذ نحو 8 سنوات". هذا وقد رصدت "الصباح" مفاوضات عميد كلية آداب منوبة الحبيب الكزدغلي وعدد من طلبة اتحاد عام طلبة تونس أفضت الى رفض العمادة منح الطلبة أسبوعا كاملا للمراجعة. وفي هذا الشأن قال الكزدغلي في تصريحه ل "الصباح" "انه يتفهم مطلب الطلبة باعتباره مطلبا مشروعا لكن نظرا للظروف التي تمرّ بها الكلية على الطلبة التفهم وقبول منحهم ثلاثة أيام للمراجعة بدلا من أسبوع حتى لا تضطرّ الجامعة الى التمديد في هذه السنة الدراسية الى غاية شهر جويلية وهو ما يتنافى ومصلحة الطالب وظروفه باعتبار انّه في ذلك الوقت تنتهي صلاحية اشتراكات النقل الجامعي والمدرسي الخاصة بالطلبة وتغلق المطاعم الجامعية". وفسر بعض الطلبة الذين تواجدوا ببهو العمادة رفض العميد منحهم أسبوعا للمراجعة "بان القرار ليس في صالح الطلبة الذين كانوا ولا زالوا ضحايا صراع اليمين واليسار والذي تتحمل مسؤوليته اطراف غريبة عن كلية آداب منوبة وليس الطالب الذي يريد العلم فقط".
إضراب جوع مفتوح
في نفس المكان، جامعة منوبة يدخل بداية من اليوم خمس طالبات منتقبات في إضراب جوع مفتوح وهنّ: -فاتن الحاجي: ثانية عربية -إيمان بن روحة: اولى عربية -إيمان المالكي:أولى إعلامية تصرف -ضحى الرياحي: أولى ألمانية -سمية الجباري:أولى اسبانية وقد أصدرت الخمس طالبات المنتقبات بيانا أعلن فيه دخولهن في إضراب جوع الى حين تحقيق مطالبهنّ المتمثلة في الدراسة واجتياز الامتحانات وتخصيص مصلّى داخل الكلية. وفسرت الطالبة ضحى الرياحي منتقبة وإحدى الطالبات اللاّتي سيدخلن في إضراب جوع مفتوح ل "الصباح" "ان اللجوء الى إضراب الجوع هو وسيلة للضغط على العميد والمجلس العلمي لتمكيننا من حقنا في التعليم واجتياز الامتحانات شاننا شأن بقية الطالبات ". كما كان الطلبة المعتصمون من السلفيين يرفعون عديد الشعارات منها "إيماني ليس جهلا أو عارا"، "النقاب مقبول في دول الكفر وممنوع في دولة الإسلام"، كما نصبوا داخل الحرم الجامعي مضخمات للصوت تردد أغاني دينية.
سيناريو كلاسيكي
وفي هذا الشأن أبدى عميد الكلية حبيب الكزدغلي تخوفه من التعطيلات اليومية للدروس باعتبار أن الجامعة سجلت أكثر من 20 حالة توقيف درس او فرض خلال الأسبوع الفارط، كما سجلت الى اليوم (أمس) 6 حالات توقيف درس وفقا "لسيناريو بات كلاسيكيا" وهو أن المنتقبة تتوجه الى قاعة الدروس مرفوقة بفريق من مناصريها جزء منهم ينتمي للكلية والبقية من الغرباء وسط أجواء مشحونة بالهتاف والتصوير". كما أشار العميد "الى ان إقامة المعتصمين لخيمة وسط الحرم الجامعي دون ترخيص يعدّ خرقا قانونيا بعد ان تم مؤخرا فكّ الاعتصام غبر تسخير قوات أمنية في مناسبتين".
وزارة دون نهج بيداغوجي
ولاحظ الأستاذ صلاح الدين الشريف (قسم العربية) بالكلية التقته "الصباح" امس بمكتب العميد "ان سكوت سلطة الاشراف وعدم السعي لحل أزمة كلية اداب منوبة مما يؤكد ان وزارة التعليم العالي ليس لها موقف علمي او تربوي او بيداغوجي بل هي تتبنى موقفا سياسيا واضحا وصريحا وهو يترجم اختلاف نهج الوزارة والكلية". واضاف الشريف "تعلّة الحريات الفردية في لبس النقاب هي مغالطة سياسية لانه يعرف ان جميع المؤسسات تحجر نوعا من اللباس وتقبل النوع الاخر والجامعة ككل المؤسسات تلتزم بفرض لباس لائق ولا يمكن في هذه الحالة لكلية اداب منوبة سنّ سابقة تتمثل في تمكين البعض من اجراء الامتحانات دون التثبت من الهويات وبما ان الجامعة مرفق عمومي على السلطات المعنية تحمل مسؤولياتها في تامين اجتياز الطلبة امتحانات السداسي الاول". كما يرى الاستاذ منصف الخميري ( قسم الفرنسية) "انه لانجاح الامتحانات المقبلة على سلطة الاشراف تسخير قوات امنية تؤمن اجتياز الطلبة للامتحانات في ظروف طيبة".