نظرت صباح أمس الدائرة الجنائية الاولى بالمحكمة الابتدائية بتونس فيما عرف بقضية «اتصالات تونس» المتورط فيها كل من جليلة الطرابلسي والمدعو مبروك الخشناوي ومنتصر وايلي بصفته الرئيس المدير العام السابق لشركة اتصالات تونس وقد قررت الدائرة حل المفاوضة وتأخير القضية الى يوم 23 جانفي الجاري مع اجراء تحرير مكتبي على الممثل القانوني للشركة التونسية للاتصالات يوم 18 جانفي. أحضرت المتهمة جليلة الطرابلسي والمتهم مبروك الخشناوي فيما لم يحضر المتهم منتصر وايلي المحال في حالة فرار وقد لاحظ رئيس الدائرة أنه أصدرت في شأنه بطاقة جلب دولية كما تم استدعاؤه بطريقة ادارية في آخر عنوان له وأرجعت دون تنفيذ. وللإشارة فقد انطلقت الأبحاث في قضية الحال اثر تقرير أدلت به اللجنة الوطنية لتقصي الحقائص حول الفساد والرشوة تضمّن التجاوزات والاخلالات القانونية التي شهدتها شركة «اتصالات تونس» خاصة فيما تعلق بإبرام عقد مشبوه مع شركة «كيوسك كونسابت» التابعة لجليلة الطرابلسي وما عرفه من اخلال بقانون الصفقات وعدم عرض هذه الصفقة على مجلس الادارة، مما أنتج خسائر مادية فادحة لشركة اتصالات تونس قدرت بالمليارات. وأفاد الممثل القانوني لشركة اتصالات تونس ان العقد الذي تم ابرامه والقاضي بكراء 200 كشك لاستغلالها لفائدة شركة «كيوسك كونسابت» مخالف للقانون ولم يخضع للاجراءات المعمول بها طبق الفصل الثالث من مجلة الالتزامات والعقود ولم يخضع لمصادقة مجلس الادارة، مما أثقل كاهل الشركة المدعية التي تحملت دفع كامل المصاريف. وتبيّن ايضا ان عديد البلديات رفضت منح التراخيص لتركيز تلك الأكشاك على غرار بلدية سيدي بوسعيد وبلدية جربة. جليلة الطرابلسي تنفي علمها بتفاصيل القضية أنكرت المتهمة جليلة الطرابلسي المحالة بتهمة المشاركة في ارتكاب جريمة الفصل 96 من المجلة الجزائية والقاضي باستغلال موظف عمومي صفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه او لغيره والاضرار بالادارة ومخالفة التراتيب المعمول بها وأكدت انها لم تشرف على عملية تركيز الاكشاك موضوع القضية وأنكرت مباشرتها بصفة فعلية لإدارة الشركة المدعى عليها كما انها تجهل تفاصيل القضية رغم مجابهتها بالشهائد المعروضة عليها والتي تتضمّن امضاءاتها. وفي جانب آخر من الاستنطاق نفت جليلة الطرابلسي أن تكون استغلت علاقة المصاهرة بالرئيس السابق، مشيرة الى ان هذا الاخير وشقيقتها ليلى لم يكونا على علم بالمشروع. وأكدت ايضا انها لم تتصل بالمتهم منتصر وايلي للحصول على عقود كراء الاكشاك. وبتوجيه السؤال للمتهم مبروك الخشناوي وبصفته وكيل شركة «كيوسك كونسابت» عن العقد موضوع القضية، أنكر بدوره انكارا تاما لما نسب اليه، وأفاد انه في 2009 كوّن شركة «كيوسك كوسابت» بمعية جليلة الطرابلسي. وأوضح أن شركة «اتصالات تونس» هي من سعت الى ابرام عقد شراكة معهم باعتبار نجاح التجربة مع شركة «أورنج» و«تونيزيانا» نافيا ان تكون له علاقة خاصة مع منتصر وايلي. الدفاع طلب دفاع الشركة الوطنية للاتصالات حفظ حقها في التتبع. فيما أكد محامي جليلة الطرابلسي ان العقد المبرم بين شركة «كيوسك كونسابت» وشركة «اتصالات تونس» تم عرضه على مجلس الادارة على عكس ما ذكر في قرار دائرة الاتهام. وأشار الى ان ملف القضية خال من شهادات بعض الأطراف التي استمعت اليها لجنة تقصي الحقائق، وطلب القضاء في شأنها بعد سماع الدعوى.
