يوم 14 جانفي هو الموعد التاريخي الذي هرب فيه بن علي تحت ضغط الشارع التونسي وتحت عبارة Dégage التي رددها الشباب طالبا منه الرحيل ولو بلغة فرنسية. وهو موعد تاريخي أيضا باعتبار أنه كان بوابة لانتفاضة الشعبين المصري والليبي واليمن وسوريا والبحرين وحتى بعض الدول الأجنبية الأوروبية التي اكتوت بنار هذه العبارة وإن لم يتزعزع حكامها نظرا إلى اختلاف الظروف فموعد 14 جانفي هو إذن موعد عربي وعالمي بامتياز شهدت بعده تونس انتقالة نحو الديمقراطية والحرية وإن كانت إلى يومنا هذا منقوصة. «الشروق» وفي إطار مواكبتها للحدث نزلت إلى الشارع في القصرين لاستجلاء آراء الشباب حول هذه المناسبة فكانت الردود مختلفة بين مؤيد ورافض للذكرى فالشاب إبراهيم عمري لم ير مانعا من الاحتفال بهذه الذكرى لأننا حسب رأيه حققنا رهانا سياسيا تمثل في انتخاب حكومة من طرف الشعب التي ينتظر منها تحقيق أهداف الثورة أهمها التشغيل والتنمية لجهة القصرين وبقية المناطق المحرومة ويرى أن هذا هو الأهم لذلك يحق لنا أن نحيي هذه الذكرى وهو ما جاراه فيه الشاب ماهر قاهري متحصل على الإجازة التطبيقية في التجارة الدولية الذي يبارك إحياء هذه المناسبة تكريما للشهداء والجرحى رغم أن أهداف الثورة لم تتحقق بعد حسب تصريحه حيث لم نشاهد إلى اليوم سوى حسن نوايا وحملات انتخابية جديدة أما الشاب فتحي عمري فقد بادرنا بلهجة حادة متسائلا لماذا نحتفل وماذا حققنا حتى نحتفل؟ مؤكدا أن الثورة مازالت متواصلة ولم تحقق النجاح المنشود وحكومتا السيدين الباجي قايد السبسي وحمادي الجبالي لم تحققا ولو الجزء القليل من مطالب الثورة أما الشاب وليد سمعلي فقد عبر عن رفضه لظاهرة الاحتفال أصلا لأنها تذكره باحتفالات 7 نوفمبر وطالب بالمرور مباشرة إلى ما هو مطلوب والمتمثل في القضاء على الفقر والتهميش وتوفير الشغل للعاطلين عن العمل.