حين أعلن القاضي عن 25 سنة سجنا له اهتزت الأرض من تحت قدميه، أحس بأنها النهاية ولن ير النور لأن قضيته سيست وجاءت الأوامر من قصر قرطاج، لم يتوقع هيثم عبيد أن 2011 ستنجب شبابا ثائرا يزعزع كرسي الرئاسة ليسقط ديكتاتورا. لا بل يجعله يفر، ليجد «عبيد» نفسه حرا طليقا بعد 14 سنة مرّت من حياته ليخرج في سن 46 وملامحه لم تتغير حتى شعره المجعد حافظ عليه، ولكن عيناه مليئتان بالحزن، التقينا به في منزل والده بأحد الأحياء الشعبية بباردو، إذا من السجن الى منزل العائلة قصة ضياع وألم، عن كل هذا كان لنا لقاء حصري مع لاعب الترجي السابق هيثم عبيد الذي تربطه بالجريدة قصة حب ووفاء، فهو على حدّ تعبيره لن ينسى الحوار الذي أجريناه معه خلف أسوار السجن ومتابعتنا له. هيثم عبيد بعد 14 سنة من السجن، فهل أنت مذنب أم بريء؟ ذنبي الوحيد أني عرفت شخصين يتاجران بالمخدرات ولكن القضية سُيست ودفعت ثمنا باهظا لأن ليلى الطرابلسي فرضت على الأمن آنذاك أن يسلط علينا أشدّ العقوبات. منذ بداية حديثك وأنت تتكلم بصيغة «نحن» أي الجماعة فمن أنتم؟ نعم أتكلم بصيغة نحن لأننا 124 شخصا من جنوب البلاد الى شمالها، لا نعرف بعضنا البعض، فقط جمعتنا القضية آنذاك، وأذكر أن هناك من المجموع 18 فتاة و12 عون أمن. هل أحسست بالظلم والقهر داخل السجن؟ طبعا، لقد عذبوني وأهانوني، فقط عليكم أن تعرفوا أن جهاز أمن الدولة من كان يحقق معي ويمكنكم وقتها تخيل طريقة تعذيبي، لقد انتزعوا مني عديد الاعترافات الوهمية من شدّة التعذيب. هل تعتقد أنك دفعت ثمن اللعب مع الكبار الذين استغلوا نجوميتك آنذاك؟ أولا أنا لا أعرف مراد الطرابلسي ولم ألتق به يوما، لذا لم أدفع ثمن ذلك ولكن بسبب هذا الاخير دمرونا بأمر رئاسي. قيل إن سليم شيبوب وبعض نجوم الرياضة آنذاك كانوا أيضا متورطين معك، ولكن دفعت أنت الثمن؟ هذا غير صحيح، وسمعت مثل هذه الأقاويل ولكن لم يتورط أحد معي، لقد فسرت لكم ذنبي منذ البداية، فلا داعي لأن أزج باسم أحد ما. هل اتصل بك أصدقاؤك المقرّبون كطارق ذياب وزير الشباب والرياضة وشكري الواعر وغيرهم؟ طبعا منذ خروجي من السجن، وكل أصدقائي اتصلوا بي ابتداء من طارق ذياب الى شكري الواعر وغيرهم. لمن تقول شكرا لك «إنك إنسان وصديق» من عالم الرياضة؟ بصراحة هناك شخص لا يمكن أن أنسى جميله وهو نبيل معلول ذاك الأخ والصديق والرياضي والنجم، فمنذ 2003 وهو يساعدني وزارني مرتين وحاول عديد المرات أن يجد لي مخرجا، فشكرا لك يا معلول الصديق. ابن الترجي ماذا يقول لفريق باب سويقة ولعشاقه؟ أقول لهم أنا الابن الوفي للترجي وشكرا لدعمكم لي وأنا في السجن وخارجه، كم أنت كبير يا جمهور الترجي. الأكيد أنك تعرف جدا ماذا قدم لك محمد علي بن جمعة وأنت من السجن؟ أكيد، واستغربت ذلك من البداية لأنه لا يعرفني ولكن هذا هو معدن الفنان، لقد ساندني كثيرا وهو لم يرى أبدا والفنان يبقى فنان. في آخر حوارنا ماذا نريد أن تقول؟ أريد أن أوجه رسالة من خلال جريدتكم الى الحكومة الحالية، هناك الكثير من المظلومين داخل السجون، فآرأفوا بحالهم، لقد عانوا الكثير من العذاب والقهر، وأتمنى أن يفرج عنهم في عيد الاستقلال القادم، فهم يحتاجون مثلي لأمل من الغد.