فتحت ثورة الشعب أبواب الأمل على مصراعيها أمام عديد المظلومين والمذنبين على حد سواء وألقت أمامهم حبالا للنجاة من مخلفات عهد رحل بما حوى وما حمل في الحقل الرياضي لا أحد ينسى إبداعات الموهوب هيثم عبيد عندما كان يصول ويجول على المعشّب ولا أحد ينسى تورطه في قضية مخدرات سنة 1997 كلفته حكما ب30 عاما قضى منها إلى حد الآن 14 سنة وهي قضية شغلت الرأي العام الرياضي والاجتماعي وكثرت حولها التعاليق وتكلّم فيها الجميع إلا هيثم عبيد الذي أتاحت لنا ثورة 14 جانفي الالتقاء به في زنزانته بالسجن المدني بالناظور ببنزرت فكان هذا أول حوار له من وراء القضبان. الجميع يريد أن يسألك هل أنت بريء أم مذنب؟ لم أقل يوما أنني بريء لقد أذنبت في حق نفسي صحيح «أنا عملت»... إذا لماذا هذه «الشوشرة» التي لم تهدأ منذ إلقاء القبض عليك؟ صحيح أنني أذنبت لكن الحكم الذي صدر ضدي وضد كل من حُشرت أسماؤهم في القضية مبالغ فيه وانتقامي هذا ما قلته منذ 14 عاما ولم يسمعني أحد صدقوني هناك من اعترف بالترويج ولم يحاكم ونحن تحملنا القضية كاملة. لكن من أراد أن ينتقم منك وأنت كنت محبوبا لدى الجميع؟ الانتقام لم يكن في شخصي بل لأناس آخرين منهم من أعرفه ومنهم من ليست لي علاقة به وأنا أضر بي اسمي لأنه كان الأكثر شهرة بين الناس وروّج للقضية أو لخدمة المكيدة. لم توضح لنا من لديه مصلحة في سجنك؟ القضية وما فيها أن شقيق «الرئيسة» (يقصد ليلى الطرابلسي) مراد دخل في غيبوبة جراء جرعات زائدة من المخدرات وهذا ما أزعج «الرئيسة» وجعلها تثور وتقرر الانتقام من العائلات الكبيرة القريبة من القصر ووقع فتح تحقيق وتم إيقاف أبناء العائلات البارزة انتقاما لشقيقها وكل واحد له علاقة به من قريب أو من بعيد وأنا كنت أعرف أحد أفراد هذه العائلات فتم إقحامي أو لنقل تم ذكر اسمي في القضية بعد 10 أيام من التحقيق. ألم يكن الأمر عاديا إذن؟ لا ليس عاديا فقضية المخدرات تحولت إلى قضية أمن دولة حقق فيها السرياطي وصدرت فيها أحكام قاسية للبعض وأحكام مخففة للبعض الآخر وهناك من سُحب اسمه بعد أن دفع 100 ألف دينار. لكنك قلت إنّك مذنب كيف ذلك؟ كل ما فعلته أنني كنت مجرّد وسيط مع صديق قريب لا أكثر ولا أقل لكنهم وجهوا القضية لتكون قضية هيثم عبيد لوحده. والجماعة الذين هم معك ماذا تقول عنهم؟ ليس معي أحد أعرفه سابقا وهذا ما تمّ إخفاؤه عن الرأي العام في 124 شخصا الذين ذكروا في القضية التقينا لأول مرة في المحكمة لسنا عصابة بصورة أوضح ليلى الطرابلسي حين أمرت بفتح القضية للانتقام من العائلات المحيطة وإذلالها كل ابن من أبناء هذه العائلات ذكر أصدقاؤه ومن يجلسون معه وهؤلاء الأصدقاء جلبوا أسماء أخرى وهكذا مع تقدم البحث وتواصل التعذيب تهاطلت الملفات والأسماء إلى أن أمر السرياطي بإيقاف البحث وإلا لتم إيقاف المئات. لماذا لم يتدخل شيبوب عبر علاقاته ونفوذه لإنقاذك؟ حتى شيبوب لم يستطع فالملف كان عند «الرئيسة». ماذا تنتظر الآن؟ ككل مسجون أنتظر أن يشملني العفو الذي تحدث عنه وزير العدل في ندوته الصحفية وأرجو أن تراجع الأحكام في تونس لأن هناك أحكاما قاسية وكبيرة وعدد كبير يضطرون للاعتراف بقضايا جرّاء التعذيب أنا مثلا تم تعليقي ل48 ساعة احترقت فيها عضلات يدي وإلى الآن أعاني من مخلفات التعذيب وأتمنى أن تشعّ شمس الحرية علينا لأننا تونسيون أيضا و«ربي يسهللنا» خاصة أن هناك حديثا عن عفو لمن قضوا نصف المدة. صحيح كيف هي أحوالك الآن؟ الحمد لله على كل حال مثلما ترون أجريت عمليتين جراحيتين لاستئصال ورم خبيث والحمد لله شفيت منه وها أنا أمارس بعض الرياضة في انتظار الفرج. بعد الثورة شكّك البعض في بطولات الترجي مع شيبوب ماذا تقول؟ هذه مبالغة لا يمكن التشكيك في حجم الترجي حتى زمن شيبوب والدليل أننا بقينا 3 مواسم دون تتويج في منتصف التسعينات ولا أوافق على هذا الرأي فالترجي كبير قبل أي رئيس. كلمة الختام ماذا تقول؟ أشكر الشعب شبابا وشيبا على هذه الثورة المثالية وأرجو الاستقرار لبلدي وندعو الله أن يكتب لنا الحرية وأشكر كل من تابع أخباري دون استثناء مثل نبيل معلول وطارق ذياب وزياد التلمساني والحسومي والبقية..