تعاني منطقة «أولاد عجال» التابعة للعقيلة من معتمدية قفصة الجنوبية من الفقر والخصاصة والحرمان والبطالة بالرغم من بعدها عن مركز الولاية ب11 كلم فقط كما تفتقر الى عديد المرافق الحياتية والتي تضمّ حوالي 350 ساكنا. «الشروق» زارت «أولاد عجال» واستمعت الى مشاكل ومعاناة المواطنين وكانت حقيقة «الصدمة» مما سجلناه وعشناه مع أهالي المنطقة خاصة وأنهم يستعملون الحطب للطبخ! ووسائل بدائية للاضاءة. زهرة جدلي (متقدمة في السن) قالت «نحن نعاني الأمرّين، نفتقر الى أبسط الضروريات وخاصة انعدام التيار الكهربائي.. نستعمل طرقا بدائية للإنارة، فالفتيلة هي مصدر الضوء ليلا، كما نعاني الفقر والخصاصة، كما نعيش مع الحيوانات (الأبقار..) نطالب الجهات المعنية والمسؤولين بتوفير التيار الكهربائي لأننا تعبنا رغم عديد المطالب التي تقدمنا بها ولكن..». أما محمد الصغير خمايلية (80 سنة) فأجاب «نحن نعيش في منطقة أولاد عجال تحت خط الفقر، أعاني من مرض مزمن، لا أقدر على مواصلة العلاج لأنني لا أتمتع بتغطية اجتماعية ولم أتلقّ أي مساعدات أو منح لمواجهة مرضي، نعيش ظروفا قاسية جدا كأننا لا ننتمي الى ولاية قفصة فلا أحد سمعنا ولا أحد اتصل بنا واستمع الى شواغلنا.. مصدر رزقنا الوحيد هو بيع قطع صغيرة من الحديد والنحاس التي نبحث عنهما في الفضلات إن شاء اللّه عبر «الشروق» نجد من يلتفت لنا». ويقول رمضان خذيرة (57 سنة) «نعيش في عائلة متركبة من 5 أفراد على منحة 70 دينارا عائلتي تحتوي على معوق لا يتمتع بأي حقوق، نريد توفير التيار الكهربائي، أبناؤنا الصغار لا يعرفون التلفاز، محرومون من مشاهدته، نودّ التدخل العاجل لحل مشاكلنا». نور الدين جدلي (30 سنة) عاطل عن العمل وأب لطفلين وأستاذ رياضيات يقول «مورد رزقي الوحيد هو البحث في بقايا الخردة عن النحاس والحديد ونبيع الكلغ الواحد ب500 مليم، منذ الثورة لم يتغيّر أي شيء، نريد توفير الشغل لحفظ كرامتنا وتوفير التيار الكهربائي ومن جهة أخرى منطقتنا فلاحية لكنها تعاني من نقص الماء، أغلب الأهالي كانوا يربّون الماشية، ولكن لغلاء العلف تخلّصوا منها بالبيع، على المسؤولين تشجيع أهالي المنطقة خاصة بمنحهم مساعدات مالية للاسترزاق من النشاط الفلاحي». محمد جدلي (33 سنة) عاطل عن العمل وأب لأربعة أبناء صرّح «كنا في العهد البائد نعاني التهميش والاقصاء ولازلنا نعاني مخلفاته، فنحن في حاجة الى توفير مواطن شغل، لا نطالب بالمعجزات نريد مورد رزق يحفظ كرامتنا، من جهة أخرى أبناؤنا محرومون من مشاهدة التلفاز، نريد توفير أبسط الضروريات وهذا من حقنا، على السلطات الجهوية تحمّل مسؤولياتها كاملة لتلبية مطالبنا وهي حقوقنا المشروعة ومنها توفير مدرسة ابتدائية لأن أولادنا يقطعون مسافة 12 كلم ذهابا وإيابا بالاضافة الى ما يتعرّضون إليه من مخاطر الطريق، الى جانب إحداث مستوصف وتعبيد الطريق وتشجيعنا على النشاط الفلاحي، نحن نعدّ حوالي 350 ساكنا، تصوّروا نعيش بلا كهرباء، منازلنا متداعية للسقوط، نعيش ظروفا قاسية جدا تقتضي التدخل فورا لانتشالنا من الفقر والخصاصة.