بعد المظلمة التي سلطت على الكاتبة فاطمة بن محمود بحرمانها من السفر الى معرض القاهرة الدولي للكتاب بعثت رسالة الى وزير الثقافة شرحت فيها تفاصيل هذه المظلمة، وفيما يلي نص الرسالة: «إني الممضية أسفله فاطمة بن محمود أهنئكم بالعيد الأول للثورة التونسية وألفت نظركم الى المظلمة التي تعرّضت إليها... فقد اتصلت بي السيدة هادية المقدّم مديرة ادارة الآداب بوزارة الثقافة وأعلمتني انه وقع الاختيار عليّ للمشاركة ضمن وفد يمثل كتاب تونس في معرض القاهرة الدولي وأنه سيقع الاحتفاء بكتابي الصادر اخيرا عن منشورات كارم الشريف وعنوانه «امرأة في زمن الثورة» التي أقدّم فيه شهادة أدبية حيّة ومتشظيّة عن الثورة التونسية كما عشتها وساهمت فيها. وطلبت مني المديرة المذكورة أعلاه أن أعدّ سيرة ذاتية وصورة لي. وفعلا عدت الى مكتبها يوم الخميس 12 جانفي 2012 فاستقبلتني بابتسامة جافة وأعلمتني أنه وقع الاستغناء عني لأن الوفد الذي سيمثل كتاب تونس سيتكوّن فقط من أساتذة جامعيين والحال أني أستاذة تعليم ثانوي. تلك كانت حجتها... وقد كانت هذه الحجة غير صادقة لأن الوفد الذي أعدّته السيدة مديرة ادارة الأداب لا يقتصر على أساتذة الجامعة كما تدّعي بل يبدو أنه يضمّ ثلة من المقربين لها ممن ليس لهم أي اصدار يتعلق بالثورة التونسية كما تقتضي المناسبة بل ليس لديهم أي اصدار أدبي جديد... وفيهم من لم يصدر كتابا منذ قرابة العشر سنوات بل فيهم من لا يملك كتابا واحدا مطبوعا في الشأن الأدبي. ما هي مقاييسها في اختيار كتاب تونس لتمثيل بلادنا والحال ان تونس ضيفة شرف في معرض الكتاب بالقاهرة؟ هل تعتمد السيدة المديرة على المنجز الابداعي للكتاب والحال أن الأغلبية الساحقة من الذاهبين للقاهرة ليست لديهم اصدارات في الشأن أم تعتمد في ذلك على علاقاتها الشخصية ومحاباتها لهذا ومراعاتها لذلك؟ هل هناك ما يبرّر توجيهها الدعوة لي والحال أن لي إصدارا أدبيا حديثا يمثل شهادة أدبية على الثورة أشاد به العديد من النقاد في تونس وخارجها ثم سحبت الدعوة مني دون مراعاة مشاعري أو احترام قيمتي الأدبية، ولمصلحة من تمّ تعويضي؟ سيدي الكريم، اني أهيب بكم من أجل التدخل واصلاح المنظومة الفاسدة في إدارة الأداب والتي تحافظ على عقلية ما قبل الثورة حيث يبدو أنها مازالت تخضع في اختيار التمثيل الأدبي التونسي على الصداقات الشخصية والمصلحة الضيقة وهذا لا يعكس احترام الكتاب ولا هيبة التمثيل التونسي في الخارج ولا يساهم في اشراق المشهد الأدبي التونسي الذي يعجّ بالكفاءات الأدبية والمواهب الابداعية ولكن مثل هؤلاء الأشخاص يساهمون في الحفاظ على رداءة الوضع والحال أن البلاد مرّت بثورة يجب فيها القطع نهائيا مع مثل هذه العقلية المصلحية وهذا الانتقاء الاخواني للتمثيل التونسي في الخارج. لذا أطلب منكم سيدي الكريم بكل لطف التدخل من أجل رفع المظلمة عليّ وردّ الاعتبار لكبريائي الجريح وإعادة هيكلة لجنة انتقاء لمثل هذا التمثيل الذي يجب أن يعكس بصدق قيمة تونس الأدبية ويقدر الابداع الحقيقي لكتابها». وبعد هذه الرسالة التي اهتم بها الوزير شخصيا كانت فاطمة بن محمود منصفة، حيث كتبت على الفايس بوك «لقد عبّر لي السيد الوزير في اتصال هاتفي عن استيائه من عملية الاقصاء وأن اللجنة التي نظرت في أمر تمثيل تونس في معرض الكتاب بالقاهرة أعدت في فترة سابقة قبل توليه الوزارة ووعدها بالاهتمام بالأمر». فاطمة بن محمود أكدت للسيد الوزير أن الحكاية لا تتعلق بمديرة إنما ب «ماكينة فساد» على حدّ تعبيرها تسوق للرداءة وتدمر المشهد الثقافي التونسي وإن شريحة هامة جدا من الكتاب الموهوبين والمهمشين والمقصيين عمدا من أجل تكريس بعض الأسماء المستهلكة جدا والنوفمبرية جدا... ووعدها الوزير بتنقية الأجواء في الساحة الثقافية من أجل استعادة المبدع التونسي مساحة الضوء التي هو بها جدير.