فوضى السلاح , الولاء إلى القبيلة , ترهل المؤسسات , كلها استحقاقات سياسية وأمنية تحولت إلى عوائق في طريق تحول الثورة الليبية إلى دولة حديثة , وهو ما يستشف من تحذير مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي من مغبة انزلاق البلاد إلى «هوة بلا قرار». حذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس من أن البلاد قد تنزلق إلى «هوة بلا قرار» بعد أن اقتحم محتجون مكتبا حكوميا في بنغازي أثناء وجوده بداخله. تحطيم وتهديد وحطم حشد يطالب باستقالة الحكومة الليبية النوافذ واقتحموا مقر المجلس الانتقالي في بنغازي في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في أخطر احتجاج يعكس الغضب الشعبي من السلطات الجديدة منذ الإطاحة بمعمر القذافي. وقال عبد الجليل للصحفيين في فندق ببنغازي: «إن المحتجين يجازفون بتقويض استقرار البلاد الهش بالفعل»، وتابع «إن ليبيا تمر بحراك سياسي قد يجر البلاد الى هوة بلا قرار». وأضاف «إن هناك أمرا وراء هذه الاحتجاجات»، مُشيرا إلى أنها لا تحمل خيرا للبلاد. وفي سياق تشخيصه للحالة المتأزمة التي تمر بها البلاد ذكر عبد الجليل : أن الناس لم يعطوا الحكومة وقتا كافيا وان الحكومة ليست لديها أموال كافية. واستطرد انه ربما تكون هناك تأجيلات لكن الحكومة لم تبدأ العمل إلا منذ شهرين مطالبا بمنحها فرصة لشهرين اخرين على الأقل. وتثير الاحتجاجات في بنغازي قلق المجلس الانتقالي على وجه الخصوص لان المدينة كانت مهد الانتفاضة ضد حكم القذافي الذي استمر 42 عاما. وكانت مقر المجلس خلال الحركة الاحتجاجية. وقال عبد الجليل «انه التقى بالزعماء الدينيين والمحتجين لمناقشة مظالمهم»، وأضاف «أنه قبل استقالة رئيس بلدية بنغازي صالح الغزال وهو معين شأنه شأن أغلب المسؤولين الليبيين وعلى الرغم من هذا فإن انتخابات ستجرى لاختيار بديل له». وقال «انه سيكشف في وقت لاحق عن قانون بشأن انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية التي من المقرر ان تجرى في غضون ستة اشهر». استقالة وفي سياق متصل , قال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس «انه قدم استقالته بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد المجلس». وتابع «استقالتي تأتي لمصلحة وطنية تقتضيها المرحلة» مشيرا إلى أن هذه المرحلة لا تقل خطورة وأهمية في الحقيقة عن مرحلة الحرب والتحرير وعلى الرغم من هذا فلم يستمر للاسف الشديد نفس التوافق (الشعبي) حتى نحافظ على المصلحة الوطنية العليا انما سادت بعض الاجواء من التحريض والكراهية... لا أريد لهذه الأجواء أن تستمر وأن تؤثر سلبا على المجلس الوطني الانتقالي وأدائه». ويأمل الزعماء الليبيون أن يخفف القانون المرتقب من التوتر بوضع خريطة طريق واضحة لهيئة منتخبة تحل محل المجلس الانتقالي. ويحظى المجلس الانتقالي بدعم القوى الغربية التي ساعدت في الإطاحة بالقذافي بعد تسعة أشهر من الصراع لكنه غير منتخب. وتباطأ في استعادة الخدمات الأساسية العامة ويقول بعض الليبيين ان كثيرا من أعضائه كانت لهم علاقات مع القذافي.