لم يكن من السهل على لاعب موهوب مثل نور حضرية والذي صنع العجب في مونديال الأصاغر عام 2007 أن يتقبل مسألة ملازمته لبنك البدلاء في الافريقي وهو ما دفعه الى الهجرة نحو الشمال حيث تقمص أزياء النادي البنزرتي. أصبح من الصعب جدا في الوقت الراهن محاورة اللاعب نور حضرية بعد ان قرر الصمت في ظل الجدل الكبير بخصوص العقد الذي تحول بموجبه الى النادي البنزرتي لم نتمكن من التحدث اليه الا بعد موافقه مدربه في الفريق ماهر الكنزاري وقد جاء كلام نور متزنا الى أبعد الحدود حيث قال بشأن مستقبله الذي يكتنفه الكثير من الغموض: «لدي عقد مع النادي البنزرتي وأريد التريث قدر المستطاع لأننا سننافس على الثنائي خلال الموسم الحالي... وسيكون لدي متسع من الوقت للحديث عن مستقبلي...» أما بقية تفاصيل هذا الحوار فقد كانت على النحو التالي: في البداية هل نستطيع القول ان النادي البنزرتي أصبح الأوفر حظا للفوز بالبطولة التي غابت عنه منذ موسم 1983 1984؟ نعم حظوظ فريقنا أصبحت كبيرة جدا للتتويج بالبطولة بعد البداية القوية لنادينا خلال الجولات السبع الأولى للبطولات لكن ينبغي تجنب التراخي والثقة المفرطة بحكم أننا سنخوض 23 مقابلة أخرى وهو ما يتطلب تركيزا أكبر حتى نتمكن من الفوز باللقب. ما هي نقاط قوة فريقكم؟ يستمد النادي البنزرتي قوته من عدة عناصر مثل الامكانيات الفنية الجيدة التي بحوزة لاعبيه بالاضافة الى العمل الكبير الذي قام به الاطار الفني للفريق بقيادة ماهر الكنزاري والهيئة المديرة للنادي هذا دون أن ننسى المساندة الكبيرة التي يجدها الفريق من جماهيره الغفيرة. لكن ألا تعتقد ان النادي البنزرتي استفاد أيضا من المشاكل التي واجهتها بعض الأندية الأخرى وخاصة منها التقليدية؟ أبدا، ففريقنا حقق نتيجة ايجابية أمام الافريقي ثم فاز على حساب الترجي عن جدارة ولكن لاحظت ان الفرق الكبيرة حاولت التعلل بأعذار واهية لتبرير نتائجها المخيبة للآمال عندما واجهت فريقنا في الوقت الذي كان ينبغي عليها أن تعترف بقوة النادي الرياضي البنزرتي. «البنزرتي أفضل من الجميع والكنزاري أعاد لي الثقة في امكاناتي» هل نفهم من كلامك أنك تعتبر النادي البنزرتي الأفضل على المستوى المحلي؟ بكل تأكيد وان النتائج التي حققها فريقنا في سباق البطولة أكبر دليل على أننا الأفضل وسنعمل على أن نثبت هذا الأمر في سباق الكأس أيضا حيث من المنتظر أن تكون حظوظنا كبيرة أيضا للفوز بهذا اللقب خاصة اذا جاءت القرعة في صالحنا. تؤكد بعض الأطراف ان المدرب ماهر الكنزاري الذي سبق له أن دربك في منتخب الأصاغر كان دوره حاسما في تألقك مع النادي البنزرتي؟ أظن أن ماهر الكنزاري منحني الثقة وهو العنصر الذي كنت أفتقر إليه عندما كنت ألعب في صفوف النادي الافريقي ولا أريد الحديث مجددا عن المدربين الذين أصروا على الحاقي في كل مرة ببنك الاحتياطيين... ألا تعتقد انك أهدرت الكثير من الوقت بالمقارنة مع بعض رفاقك السابقين في منتخب الأصاغر؟ أبدا، بحكم أن صغر سني (من مواليد عام 1990) يؤكد أنه مازال أمامي الكثير من الوقت للبروز حتى أتمكن من الالتحاق بالمنتخب الوطني الأول. تحدثت عن المنتخب الوطني، فهل تعتقد انه قادر على الذهاب بعيدا في «الكان» خاصة بعد اطاحته بالمغرب؟ أظن ان الاطار الفني للفريق اختار أفضل اللاعبين سواء تعلق الأمر بالمحليين أو كذلك بالمحترفين لذلك من المنتظر ان يحقق منتخبنا الوطني نتائج ايجابية في هذه النهائيات وأن يذهب بعيدا جدا بما أن كل الظروف تخدمه. ألم تكن تستحق التواجد مع المنتخب الوطني، خاصة بعد تألقك مع النادي البنزرتي خلال المرحلة الأولى للبطولة؟ ليس بوسعي ان أناقش اختيارات الاطار الفني للمنتخب الوطني وأعتبر انه ينبغي علي مواصلة العمل بكل جدية لأكون ضمن لاعبي الفريق الوطني خلال الفترة القادمة. بالاضافة الى طموحك في الانضمام الى المنتخب ألا تفكر في خوض تجربة احترافية خارج تونس؟ انه حلم مؤجل في الوقت الراهن وأعتقد أنني سأقدم على هذه الخطوة في الوقت المناسب... مع العلم أن العرض الصادر عن فريق تقليدي بتونس قصد التعاقد معي لم يكن رسميا... لم تكشف الى حد الآن عن مستقبلك خلال الموسم القادم، فلو توضح لنا هذه المسألة؟ كل ما أعرفه أنني على ذمة النادي الرياضي البنزرتي ومن المبكر جدا الحديث عن مستقبلي خلال الموسم القادم والمهم أن أجد الظروف الملائمة للتألق بغض النظر عن الفريق الذي سألعب لفائدته. تؤكد بعض الأطراف أنك لم تكن قادرا على التألق في صفوف فريق بحجم الافريقي، فما تعليقك على ذلك؟ أبدا فأنا بحوزتي كل الامكانيات الفنية والبدنية التي تؤهلني لتقمص ألوان أي فريق، انه كلام مردود على أصحابه. ماذا تقول لجماهير الافريقي والنادي البنزرتي؟ أطلب من جماهير النادي الرياضي البنزرتي مساندة فريقهم والتحلي بالقليل من الصبر حتى نتمكن من تحقيق نتيجة ايجابية في البطولة والكأس أما جمهور الافريقي فأظن ان مستقبله سيكون أفضل بقدوم المدرب عبد الحق بن شيخة وأظن أن بلوغه الدور النهائي لكأس «الكاف» أسعد جماهيره الغفيرة. سامي حماني