بعد مسيرة ناجحة مع النادي الإفريقي في خطة مدرب مساعد ثم بالنادي الصفاقسي كمدرب أول للفريق تعاقد نبيل الكوكي مع الملعب التونسي وحقق معه إلى حد الجولة السابعة ذهابا من سباق البطولة نتائج مرضية بما أن «البقلاوة» تحتل حاليا المركز الخامس وبما أن الكوكي يتميز بواقعيته المفرطة فإنه يرفض بيع الأوهام للجماهير الرياضية فهو يدرك جيدا تعطش أحباء «البقلاوة» للقب البطولة التي غابت عن خزائن فريق «باردو» ومنذ عهد المنصف الشريف وإبراهيم كريت ولحمر.. ولكنه اكتفى بالتأكيد على أن الملعب التونسي سيكون مختلفا تماما عن السنوات الماضية سواء تعلق الأمر بالأداء أو كذلك بالنتائج ويبدو الكوكي من خلال هذا الحوار الذي خصنا به واثقا من تغير جميع المعطيات خلال الجولات القادمة خاصة أن «البقلاوة» ستعزز صفوفها ببعض الانتدابات. «الشروق» تحدثت إلى مدرب الملعب التونسي نبيل الكوكي فكان لنا معه الحوار التالي: ماهو تقييمك لوضع الملعب التونسي بعد مرور سبع جولات من عمر البطولة الوطنية؟ أظن أننا قمنا بتحضيرات جيدة قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد وبرهن الملعب التونسي أنه في أوج جاهزيته عندما شاركنا في «دورة الصداقة» الودية التي نظمها النجم الرياضي الساحلي وقد كانت الفرصة سانحة للوقوف على الإمكانات المحترمة التي يتمتع بها شبان الفريق بما أنني كنت أعرف العديد من العناصر المنتمية للملعب التونسي والتي سبق لي مواجهتها ولكن اصطدمنا في المقابل بعائق واحد والذي تمثل في التحاقي بالفريق في ظرف زمني قياسي مما حال دون تعزيز الفريق ببعض الانتدابات إلا أن فريقنا تغلب على هذا الأمر وتمكن من احتلال المرتبة الخامسة وأظن أن المرحلة الثانية من سباق البطولة ستكون أفضل بكثير بما أن الملعب التونسي واجه خلال المرحلة الأولى من البطولة ثلاثة أندية تقليدية (النادي الصفاقسي والنجم الرياضي الساحلي والنادي الإفريقي) ولن أبالغ إذا قلت إن فريقنا لم يقدم إلى حد الآن سوى 50٪ من إمكاناته. بعض الصعوبات جعلت نتائج الملعب التونسي تتراجع خلال الجولات الماضية وتحديدا منذ أن فاز فريقكم على حساب النجم الرياضي الساحلي؟ نعم اعترضتنا بعض الصعوبات والتي تمثلت بالأساس في محدودية الزاد البشري المتوفر بحوزتنا بخصوص اللاعبين الاحتياطيين فقد اضطر فريقنا إلى الزج ب«مارسال كواسي» في الخانة اليمنى وكان بحوزتنا متوسط ميدان وحيد قبل أن نراهن على الشاب الشعلاني هذا فضلا عن الإصابة التي لحقت بالمدافع المحوري سيف الله حسني وتأكدنا أننا سنواجه عدة مشاكل على مستوى الدفاع حتى أن نادينا أجبر على اللعب أمام الأولمبي الباجي بثلاثة مدافعين يساريين وخسر فريقنا مجهودات ثلاثة لاعبين أمام مستقبل المرسى بالإضافة إلى عنصرين اخرين أمام النادي الإفريقي وهما «مارسال» والعياري ولكن هذه المعطيات أثرت في نتائج الملعب التونسي إذ أنه بمرور الوقت كان من الطبيعي أن يشهد أداء نادينا بعض التراخي. هذا يعني أن الملعب التونسي سيعمل على تدعيم صفوفه ببعض الانتدابات استعدادا للمرحلة الثانية من البطولة أليس كذلك؟ الملعب التونسي في حاجة إلى خدمات ظهير أيمن ومتوسط ميدان بالإضافة إلى مهاجم يتمتع بإمكانات جيدة وسنحاول التعاقد مع لاعبين محليين ولكن في صورة عجزنا في العثور على حاجاتنا فإننا سنضطر إلى جلب لاعب أجنبي أو أكثر.. وسنعمل على استغلال هذه الراحة المطولة لتجاوز بعض النقائص. يحتل الملعب التونسي المرتبة الخامسة فما هي طموحاتكم خلال الموسم الرياضي الحالي؟ أظن أننا سنحاول التواجد ضمن الأندية الخمسة الأولى عند خط النهاية بالنسبة للبطولة أما بخصوص الكأس فإننا سنعمل على الذهاب بعيدا في هذه المسابقة ومن المؤكد أن فريقنا سيستفيد كثيرا من المجهودات الكبيرة التي تبذلها هيئته المديرة الشابة بدورها والتي سعت إلى تأمين جميع متطلبات الفريق في سبيل نجاحه. تتصدر الأندية التي تعودنا أن نطلق عليها اسم «الفرق الصغرى» الترتيب العام للبطولة على غرار النادي البنزرتي ومستقبل المرسى، فهل يعني هذا المؤشر أن خارطة الكرة التونسية قد تتغير خلال الموسم الحالي؟ شخصيا أتمنى حدوث هذا الأمر بما سيساهم في تطور الكرة التونسية وسيسمح لنا بالحصول على نسق أفضل لكن أظن أن هذه المسألة مرتبطة بعدة عوامل في مقدمتها الإمكانات البشرية والمالية ولا أنكر أن النادي البنزرتي مثلا بدأ في جني ثمار الاستمرارية الفنية بحكم أن هذا الفريق جدد ثقته في شخص المدرب ماهر الكنزاري للموسم الثاني على التوالي. تشير بعض الأخبار إلى إمكانية توقيع الثنائي الدولي الناشط في صفوف فريقكم رامي الجريدي وإيهاب المساكني لفائدة أندية أخرى فهل من موقف واضح بخصوص هذا الملف؟ أعتقد أن أي مدرب يتمنى وجود لاعبين بقيمة الجريدي والمساكني في الفريق الذي يشرف على تدريبه وقد أظهر هذا الثنائي مردودا محترما جداوشخصيا أود بقاء هذا الثنائي في صفوف «البقلاوة» ولو أن هذا الأمر عادة ما تتداخل فيه عدة معطيات أخرى مثل الالتزام المعنوي للاعب مع فريقه وكذلك توجهات الهيئة المديرة للنادي... مع العلم أنني سعيد جدا بالأداء الذي قدمه أيضا شبان الملعب التونسي خلال الجولات الماضية على غرار الشعلاني والأندلسي والدريدي وبن عمّار والصحراوي... والذين سيشكلون حسب اعتقادي مستقبل الملعب التونسي. يبدو أنّك نفضت الغبار أيضا على محمد السليتي هداف البطولة الوطنية خلال موسم 20022003 فما حكمك على مردود هذا المهاجم؟ يبقى محمد السليتي حسب اعتقادي أحد أبرز المهاجمين في تونس وأظن أن هذا المهاجم كان في حاجة إلى أجواء متميزة فحسب حتى يتألق مجددا وأعتقد أنه خسر ما لا يقل عن ثلاث سنوات ومن جهة أخرى نحن في حاجة إلى مجهودات اللاعبين أصحاب الخبرة على غرار السليتي أو كذلك أسامة السلامي الذي سيكون على ذمة الفريق بداية من المرحلة المقبلة للبطولة فهذا الأخير بحوزته مهارات فنية عالية وهو ما سيساعدنا على إيجاد حلول إضافية على مستوى الهجوم هذا فضلا عن دوره القيادي في الفريق. عاد عبد الحق بن شيخة مجددا إلى النادي الإفريقي ليكون على رأس إطاره الفني، فهل تعتقد أنه كان الاختيار الأنسب في ظل معرفتك الجيدة بهذا الفني الذي عملت معه جنبا إلى جنب في فريق باب الجديد؟ أؤكد مجددا أن عبد الحق بن شيخة أكثر من شقيق وهو مدرب كبير ومن المؤكد أنه سينجح في قيادة الإفريقي إلى النجاحات. نترك لك كلمة الختام فماذا تقول؟ أظن أنه ينتظرنا عمل كبير جدا صلب الملعب التونسي خلال فترة الراحة المطولة ويبدو أن مجهوداتنا بدأت تظهر تدريجيا في أداء الفريق الذي يرفض توخي أسلوب اللعب الباشر وينتهج في المقابل خطة واضحة ترتكز على التدرج بالكرة وأشعر شخصيا بالفخر والاعتزاز لأنني نلت شرف تدريب فريق عريق مثل الملعب التونسي الذي أهدى كرتنا العديد من الأسماء البارزة وأؤكد كذلك أن اللاعبين الذين سيتخلى عنهم الملعب التونسي خلال الفترة الحالية سيكون عددهم محدودا جدا وأتمنى شخصيا النجاح لمنتخبنا الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا وأن سامي الطرابلسي برهن عن الإمكانات الكبيرة التي بحوزته.