وسط حرقة جماهير فريق «الصفصاف» قرر المهاجم الدولي السابق عبد السلام شمام مغادرة الميادين الى الأبد عام 1980 تاركا في سجله أكثر من 100 هدف... وكان حلمه الوحيد أن يشاهد أحد أبنائه يخلفه من جديد... لم يمض على اعتزاله سوى سبع سنوات حتى رزق عبد السلام بابنه خليل وكان ذلك يوم 24 جويلية 1987 فاكتسب عن والده الأدب والعلم بالاضافة الى الموهبة الكروية التي شاءت الأقدار ان يكشف عنها خليل في صفوف الترجي منذ التحاقه به قبل حوالي عشر سنوات مضت وهو الفريق الذي كاد أن يتقمص ألوانه والده عبد السلام عندما تحول من أعماق الجنوب باتجاه العاصمة عام 1967 قبل ان يمضي اجازته لفائدة المستقبل الرياضي بالمرسى. لم يكن من السهل على خليل شمّام ان يثبت أقدامه ضمن فريق بحجم الترجي وفي مكان حسّاس على مستوى الخانة اليسرى الا بالكثير من المثابرة والصبر وسرعان ما تفطن الترجيون الى خصاله الفنية والبدنية فوجد فيه الفريق ضالته بعد السنوات العجاف التي عرفها الاحمر والاصفر في هذه الخطة بالذات بالرغم من مرور أكثر من اسم على حديقة المرحومة حسان بلخوجة على غرار حكيم نويرة ووليد عزيز وخوزي كلايتون ووسام البكري. يفاخر خليل شمام بانتمائه الى عائلة رياضية لكنه مع ذلك رفض العيش في جلباب والده ونحت مسيرة زاخرة بالألقاب مع الترجي ويتطلع الى القيام بمسيرة مماثلة مع المنتخب الوطني. «الشروق» تحدثت الى خليل شمام ليلة مقابلة فريقه أمام ديناموس الزمبابوي فكان هنالك الكثير للحديث عنه مع خليل، فكان الحوار التالي: البداية لن تكون الا بسؤال عن مدى جاهزية فريقكم قبل مواجهة ديناموس الزمبابوي الليلة بملعب رادس؟ اعتقد ان الترجي أصبح في أوج الجاهزية على جميع المستويات سواء تعلق الامر بالجانب البدني او ايضا بالنواحي الفنية والتكتيكية فقد قمنا بالتحضيرات الضرورية لهذه المواجهة التي سنسعى خلالها الى الخروج بنتيجة المقابلة والظفر بالنقاط الثلاث للمحافظة على المرتبة الاولى في مجموعتنا في انتظار حسم امر الترشح خلال الجولات القادمة. لكن ألا تعتقد ان انتصاركم امام ديناموس ينبغي ان يكون مرفوقا بأكثر عدد ممكن من الاهداف لأن هذا العنصر يدخل ايضا ضمن مقاييس الترتيب النهائي؟ لا، أبدا لن نفكر في حصيلة الأهداف التي سنسجلها اذ اعتقد شخصيا اننا سنعمل على الفوز فحسب بغض النظر عن عدد الأهداف المسجلة فالمهم خلال مقابلة اليوم تدعيم رصيدنا من النقاط وتأكيد الانتصار الذي عدنا به من ملعب سطيف لأن النقاط التي تحصلنا عليها في الجزائر لن تساوي شيئا اذا تعثّر الترجي في رادس. بصراحة، هل كنتم على يقين بالفوز امام سطيفالجزائري في عقر داره؟ جميع الفرق التي سبق لها وان تحولت الى ملعب سطيف تدرك جيدا انه من الصعب عليها الخروج منه بسلام ومع ذلك فقد برهن الترجي أنه فريق يجيد السفر ويعرف لاعبوه كيفية التصرف أثناء المقابلات الصعبة التي نخوضها خارج تونس ولا ننكر اننا استفدنا كثيرا من عنصر الاسبقية المعنوية التي بحوزتنا كلما واجهنا هذا الفريق بحكم انه سبق لنا مغالطته في السابق امام جماهيره وفي ملعبه واعترف كل من شاهد مقابلتنا الاخيرة امام هذا الفريق أننا كنا الافضل والاجدر بالفوز وكان من الطبيعي ان تنصف الكرة الفريق الاقوى. حققتم الفوز أمام سطيف بالرغم من عدم مشاركة هداف الفريق مايكل اينرامو فما حكمك على هذا الامر؟ اعتقد ان الفريق يستمد قوته من روح المجموعة التي بحوزته لذلك لا يمكن لأداء الترجي أن يتأثر او تهتز ثقة اللاعبين بأنفسهم بمجرد غياب أحد اللاعبين ولن يتوقف على مايكل اينرامو. وماذا عن احتجاب لاعب سريع وحاسم مثل وجدي بوعزي عن مقابلتكم اليوم أمام ديناموس بداعي الاصابة؟ نعم وجدي بوعزي يتمتع بالعديد من الخصال الفنية والبدنية ولا ننسى انه صاحب هدف الفوز أمام سطيف ولكن مع ذلك أظن ان الترجي بحوزته دائما الحلول البديلة. بما أنك تحدثت عن الحلول البديلة ما حكمك على مردود الثنائي المنتدب مؤخرا والمتكوّن من برهان غنّام ووليد الهيشري؟ شخصيا لاحظت ان المدافع وليد الهيشري سرعان ما توصل الى ايجاد آليات الانسجام الضرورية في محور الدفاع الذي أصبح يضم ثلاثيا يتمتع بالمستوى الفني نفسه: الهيشري والدربالي وبن يوسف وهو ما سيدعم خطّنا الورائي، أما بالنسبة لبرهان غنّام فإنه سيشكل اضافة حقيقية للخط الامامي. بقي في سباق رابطة الابطال الافريقية ثمانية فرق فحسب، فما هي حظوظ فريقكم في التتويج بهذا اللقب؟ أظن أنها الفرق الثمانية الأقوى في افريقيا فقد أثبتت هذه الفرق جدارتها ببلوغ هذا الدور المتقدم من المسابقة وانا على يقين ان الدور نصف النهائي سيشهد منافسة شرسة وقوية جدا وبالنسبة لفريقنا فأظن اننا سنراهن على التتويج باللقب ولكننا لا نفكر الآن في الدور نصف النهائي او بلوغ الدور النهائي لأننا وضعنا أهدافا واضحة تخضع لسياسة المراحل اي اننا نسعى الى الفوز خلال كل المقابلات حتى نبلغ هدفنا المنشود بصفة تدريجية. وما هي أهدافك أنت التي ترغب في تحقيقها صلب الترجي؟ لقد فزت بالعديد من الألقاب مع الترجي لذلك لا يراودني سوى حلم وحيد وهو تحقيق لقب رابطة الأبطال الافريقية. ولكن لا يراودك كذلك حلم خوض تجربة احترافية خارج حدود الوطن؟ أبدا، لا أفكر في هذا الامر فعقدي مع الترجي يمتد الى حدود جوان 2012... اذ ان كل ما يشغلني الآن الفوز بلقب برابطة الابطال الافريقية فحسب. هل من أسباب واضحة لنجاح الترجي في الظفر بلقب البطولة المحلية في الموسمين الماضيين بصفة متتالية؟ نعم، أظن ان فريقنا استفاد كثيرا من عامل الاستمرارية الفنية فبقاء المدرب فوزي البنزرتي على رأس الفريق ساهم بشكل واضح في استقرار النتائج المسجلة هذا بالاضافة الى تواجد ماهر الكنزاري صلب الجهاز الفني خلال السنوات القليلة الماضية اذ لا ننكر انه ساهم بشكل فاعل في تأطير اللاعبين الشبان بحنكة كبيرة وكان مطلعا على الامكانات التي بحوزة الفريق وحتى بنفسية بعض اللاعبين... ولاحظت شخصيا ان السيد فوزي البنزرتي عادة ما يقوم بعمل مختلف تماما عن العمل الذي يقوم به غيره من المدربين فهو يسعى الى ان تكون كل الحصص التدريبية هادفة اي اننا نركز على تحقيق هدف معين وموجه حسب الامكانات الفنية والبدنية التي بحوزتنا من جهة والتي تتماشى والمنافس من جهة ثانية ولا ننسى ان الفريق اكتسب خبرة اضافية. وكيف تفسّر تعادلكم أمام النجم لحساب الجولة الافتتاحية بالرغم من ان فريقكم كان منتشيا بفوزه على حساب سطيف؟ شخصيا أضع مقابلتنا أمام النجم في خانة مقابلات بداية الموسم هذا بالاضافة الى ارتفاع درجات الحرارة وهو ما أثّر سلبا على أداء الفريق ومؤكد ان من شاهد مقابلة السوبر الفرنسي بين مرسيليا وباريس سان جرمان تفطن لهذا الامر ولا ننكر ان فريق النجم الرياضي الساحلي أثبت انه في أوج جاهزيته. تنتظركم مواجهة أخرى تبدو صعبة امام النادي البنزرتي لحساب الجولة الثانية فهل أنه بإمكانكم مغالطته؟ اعتقد ان الترجي تعوّد على المراهنة على الألقاب لذلك سنسعى الى العودة بالانتصار من بنزرت بالذات طالما ان فريقنا جاهز ومعنويات اللاعبين مرتفعة وسنجد خلفنا جماهيرنا الغفيرة التي سيكون دورها استثنائيا في انجاح مسيرة الفريق في جميع المسابقات. خليل، ما حكمك على مردودك في صفوف الترجي الى حد اللحظة؟ أسعى دائما الى المثابرة اثناء التمارين والعطاء بسخاء فوق الميدان وأحاول جاهدا التوفيق بين الدورين الدفاعي والهجومي واعتقد أنه بإمكاني تقديم مردود أفضل خلال الايام القادمة خاصة على مستوى المشاركة في بناء العمليات الهجومية. لابد وأنه نال اعجابك لاعب تونسي او أجنبي يلعب في الخطة نفسها التي تشغلها أنت كظهير أيسر، فمن يكون؟ عذرا، لن أتحدث عما هو موجود في بطولتنا المحلية حتى لا أجد نفسي في احراج حقيقي مع الآخرين... أما على مستوى العالم فقد أبرهني اللاعب البرازيلي «باستوس» بحكم مشاركته المتواصلة في حبك هجومات منتخب بلاده. وما تعليقك على عدم تواجدك في صفوف المنتخب الوطني التونسي؟ سأترك الحكم للآخرين عن جدارتي بتقمصي أزياء المنتخب الوطني... وعموما أظن انه أصبح بحوزة الكرة التونسية العديد من المواهب الكروية المميزة التي سيكون لها شأن كبير في نجاح المنتخب الوطني وشخصيا اعتبر نفسي مشجعا للمنتخب الوطني لأنني مواطن تونسي أولا وأخيرا... واذا سنحت الفرصة للعودة مجددا الى الفريق الوطني فإنني سأذود عن ألوانه بكل مجهوداتي. مغادرة والدك للإدارة الفيدرالية للتحكيم ألم يخفف عنك من وطأة الضغوطات التي كانت مسلطة عليك في السابق؟ اعترف بأنه انتابتني سعادة عارمة ليس لأن هذا القرار سيخلصني من الضغوطات ولكنني كنت سعيدا من أجله هو فحسب... وانه من المؤسف حقا ان نخرج عن الاطار الطبيعي لكرة القدم ونستسلم الى التأويلات والشائعات. نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ أريد ان أعترف بأننا اشتقنا كثيرا الى جماهيرنا الغفيرة التي أبعدها عنا «الويكلو» وأؤكد ان الترجي أثبت انه الافضل محليا وسيعمل على ان يثبت انه الافضل قاريا كذلك وأتمنى ان يوفقني ا& عزّ وجلّ في دراستي.