في خطاب خصّص قسمه الأكبر لشؤون أمريكا الداخلية سرد الرئيس الأمريكي باراك أوباما «انجازاته» السابقة وقال في استباق لانجازات لاحقة إن إدارته مصمّمة على الحسم نهائيا مع ايران وسوريا. حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد الليلة قبل الماضية على العدالة الاجتماعية للمجتمع الأمريكي بكافة فئاته ودعا الى زيادة الضرائب على الأكثر ثراء من أجل إعادة بناء اقتصاد عادل للجميع. أوباما... «الشعبوي» وأضاف أوباما قوله في الخطاب الذي وصفه المراقبون بالشعبوي وبالهجومي «يمكننا أن نكتفي ببلد حيث ينعم عدد متضائل من الأشخاص بأوضاع جيّدة في حين ان عددا متزايدا من الأمريكيين بالكاد يتدبرون أمورهم أو نعيد بناء اقتصاد حيث يحظى الجميع بفرص عادلة حيث الجميع يتحملون حصتهم العادلة من المسؤولية ويلتزمون بقوانين اللعبة ذاتها». ودافع أوباما على مبدإ العدالة داخل أمريكا بعد تصاعد الاستياء حيال استاع الهوّة بين الأثرياء وبين الطبقات الوسطى والفقيرة. وحول الوضع العالمي حيث تحظى دول قليلة بأوضاع جيّدة بينما يكاد عدد متزايد من الدول الافريقية على سبيل المثال لا يجد ما يتدبر به أمره دافع الرئيس الأمريكي على ما اعتبره انجازات إدارته العالمية. وأشار أوباما الى انتهاء الالتزام الأمريكي في العراق ومقتل أسامة بن لادن. وكما في الاقتصاد تطرق أوباما بنبرات شعبوية الى القضايا السياسية الدولية التي تشغل الأمريكيين وتشغله هو شخصيا بوصفه مرشحا للانتخابات الرئاسية القادمة. وحول البرنامج النووي الايراني قال أوباما «يجب ألا يشك أحد في تصميم أمريكا على منع ايران من الحصول على السلاح النووي ولن أزيل أي خيار عن الطاولة من أجل تحقيق هذا الهدف». غير أن أوباما لاحظ في الوقت نفسه أن التسوية السلمية بشأن النووي الايراني مازالت ممكنة. كما وعد أوباما الأمريكيين بالحسم مع سوريا قائلا إن إدارته ستبقى متضامنة مع القوى الديمقراطية في مواجهة ما أسماه العنف والتخويف. وأضاف «قبل عام كان القذافي... واليوم لم يعد موجودا... وفي سوريا لا شك لدي بأن نظام بشار الأسد سوف يكتشف قريبا بأنه لا يمكن مقاومة قوّة التغيير»، في إشارة الى احتمال حدوث تصعيد في الأزمة السورية أو الى احتمال اطلاق الولاياتالمتحدة تكتيكا جديدا للحسم مع سوريا». تحوّل مذهل واعتبر الرئيس الأمريكي ان الولاياتالمتحدة «لا تعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل (في العالم العربي) وسوف تدعم السياسات التي تشجع على قيام ديمقراطيات قوية ومستقرّة وكذلك أسواقا مفتوحة لأن الديكتاتورية لا تصمد أمام الحرية» على حدّ تعبيره. ولاحظ مراقبون أن أوباما الذي قدم في الواقع الخطوط العريضة لخريطة حملته الانتخابية أطنب في استخدام التعابير الهجومية وحتى الشعبوية التي تتعارض مع لهجة متزنة وهادئة سادت خطاباته السابقة. وتبنى الرئيس الأمريكي نفس النبرة الشعبوية في تصريحاته الخارجية بخصوص سوريا وايران وخصوصا في هجومه على «وول ستريت» وبدا وكأنه يؤيد حملة «احتلوا وول ستريت» التي هزت الشارع الأمريكي، حين دعا الى تعزيز ترسانة الأدوات القانونية لمكافحة تجاوزات المؤسسات المالية.