جولة فقط قبل نهاية مرحلة الذهاب تغيرت عديد المعطيات في سلم الترتيب وتوزعت الأوراق من جديد ليستحكم التشويق على القادم من المباريات في هذه الرابطة التي تتميز بتقارب المستويات بين أنديتها وبتقلباتها من جولة إلى أخرى. هذه الجولة حملت في طياتها أول هزيمة لكل من المتصدر الملعب القابسي وجمعية جربة التي بعد أن تراجعت عن سلسلة الانتصارات ودخلت في دوامة من التعادلات ها هي تنزل درجة في سلم تدهورها وتدخل مرجع الهزائم في انتظار أن تجري ما تأخر لها من مباريات وهما اثنتان. المستفيد الأول من هذه الجولة كان فريق جندوبة الذي حرك السكين في جراح الأولمبي للنقل وكبده هزيمته الخامسة على التوالي ولئن تقلص الفارق الذي يفصل ال«جي آس» عن الملعب القابسي إلى نقطتين فحسب بعد أن كان خمس نقاط فإن الأولمبي واصل انحداره بشكل دراماتيكي ولولا كمية النقاط التي جمعها في أول الموسم لساءت حاله أكثر في انتظار استفاقة لم يضيعها تغيير المدربين فيه فأي تغييرات إذن ستصنعها؟ لا أعتقد أن الجمهور هو من سيتغير لأنه لم يدخر جهدا للتشجيع والمسؤول عن الهزائم والتراجع المحير في الأداء هم المسؤولون لأن تعاقب المدربين لا يحمل الفنيين أي مسؤولية في رأي علي الكعبي في هذا وأي «قطع غيار» سيستعملها لتدور عجلة ال«سي أوتي»؟ بين قرمبالية وجمعية جربة كانت كل المتناقضات حاضرة ف«الحريقة» استعادت لهبها وال«آآس دي» فقدت وهجها وكان الانتصار حليف المحليين الذين عمقوا حيرة «الجرابة» على وضعية جمعيتهم مفاجأة الجولة صنعت في مساكن بأيد مستقبل القصرين هذا الفريق الذي لم يتدرب جيدا خلال كامل الأسبوع المنقضي وفعلت فيه إضرابات اللاعبين فعلها لكن عند الجديات تغيرت المعطيات وحققت «الحلفاء» فوزا سيقوي شوكة اللاعبين أمام هيئتهم التي حاصرتها المشاكل من كل حدب وصوب والأكيد أن فرحتها بالفوز كانت مشوبة بالحذر لأن الانتصار يعني منحة جديدة للاعبين مستعجلة الدفع في المقابل فإن هلال مساكن دفع ضريبة عقم مهاجميه لأنهم صنعوا الكثير من الفرص لكن بلا تجسيم وهذا طبعا لا يفيد لأن اللعب الجميل لا يغني عند الحساب النهائي. جريدة توزر في هذه الجولة أفادت واستفادت بهزمها للملعب القابسي حيث خفضت من سرعته وقدمت هدية ثمينة لملاحقيه في حين تحررت هي من قيود النتائج السلبية خاصة على ملعبها. في قصر هلال عاد الهلاليون إلى الانتصارات واقتربوا من كوكبة الطليعة ودفع فاتورة ذلك الملعب النابلي الذي ما إن يظن أحباؤه أنه استعاد عافيته حتى يفاجئهم بنكسة تعيدهم إلى مربع الخوف على مقعده في الرابطة الثانية نفس هذه المعطيات تنسحب على لقاء المكنين والأهلي الماطري فالمحليون استفاقوا والزائرون تاهوا أكثر في متاهة أزماتهم ونتائجهم السلبية أما القلعة فإن تعادلها داخل أسوارها لم يزدها إلا سوءا لينجح ضيفها نادي قربة في كسب نقطة جديدة ضمن به عدم ابتعاده عن المتصدر بما لا قبل له بتداركه في قادم الجولات في حين خسر الأولمبيك ثلاث نقاط ثمينة في بن قردان عطلته عن اللحاق بأصحاب الصدارة في حين انتعش الاتحاد وظفر بمقعد مريح في وسط الترتيب.