اقترع الناخبون الكويتيون أمس بكثافة لاختيار برلمان جديد بعد حملة انتخابية هيمن عليها موضوع الاصلاح ومحاربة الفساد فيما آلات استطلاعات وتوقعات جديدة أن الكويت تسير على خطى تونس ومصر والمغرب في ما يخص لون برلمانها الجديد. قالت شهادات متطابقة لوسائل اعلام كويتية ودولية ان الاقبال على الاقتراع في الدوائر الانتخابية الخمس في الكويت كان كثيفا خصوصا في فترة الظهر وما بعده. ولاحظ شهود عيان من الاعلاميين أن الاصطفاف في طوابير أمام مكاتب الاقتراع شوهد امس في الكويت بعد ان كانت الظاهرة ميزت انتخابات تونس ثم مصر فالمغرب. وفسر الخبراء الاقبال المكثف على الاقتراع بحرص الكويتيين على اخراج بلدهم من دوامة الأزمات السياسية التي تعصف به والتي جعلتهم يقترعون أمس للمرة الرابعة في أقل من ست سنوات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في هذا الاطار عن ناخبة كويتية تدعى أم سعود وهي موظفة متقاعدة قولها «نحن غير مرتاحين نفسيا والأوضاع لا تمر ونحن محبطون كثيرا... ولكني لست متفائلة بأن هذه الانتخابات ستحل المشاكل وأرجو أن أكون مخطئة». وعبر ناخبون كويتيون آخرون عن نفس مشاعر القلق خصوصا بسبب مظاهر احتقان طائفي سادت مؤخرا في الكويت. وفي منطقة «كيفان» التي تعد من معاقل السلفيين في الكويت وقف رجال ملتحون في باحة المدرسة التي تحولت الى مركز اقتراع للتباحث في ما بينهم، وقال المرشح الاسلامي والنائب السابق وليد الطبطباني لوكالة فرانس برس ان الأهم في الانتخابات هو أنها أتت «بعد حراك شعبي وشبابي أسقط الحكومة وأسقط المجلس السابق» متوقعا ان «يأتي الآن مجلس تركيبته معظمها من المعارضة سيكون لنا دور في قيادته». النائب السابق المرشح لتجديد عضويته توقع حصول المعارضة على أكثر من نصف المقاعد الخمسين التي يعدها البرلمان الكويتي. كما توقع المقترع عدنان سالمين أن «المعارضة ستفوز وسيكون هناك تغيير باتجاه الاصلاح». ولاحظت التقارير الاعلامية أن فوز المعارضة بات مؤكدا تقريبا معترفة في نفس الوقت بأن حصول هذا التغيير لا يعني عودة الاستقرار السياسي لدولة الكويت صاحبة أعرق برلمان في منطقة الخليج يتمتع بصلاحيات تشريعية ورقابية.