أثار أمس اعتصام اعضاء الهيئة النقابية الموسعة للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي بالقصبة موجة احتجاجية تزعمها عدد من انصار حركة النهضة مطالبين اياهم بضرورة فك الاعتصام وتطهير وزارة الداخلية من المفسدين فيها. وكان أعضاء الهيئة النقابية الموسعة لقوات الامن الداخلي قد دخلوا في اعتصام مفتوح بالقصبة منذ صباح يوم الاربعاء غرة فيفري 2012 دون تعطيل السير العادي للعمل بكافة المراكز والمقرات الأمنية احتجاجا على الاعتداءات المتكررة على أعوان الأمن في ظل غياب الحماية القانونية لهم مطالبين بتوفير الوسائل الضرورية اللازمة لعون الأمن خلال تصديه اليومي للجريمة وتنظيم حملات توعية للمواطن لشرح النصوص القانونية الزجرية ذات الصلة مؤكدين ان حمايتهم هي حماية للمواطن وللبلاد وهو ما رفضه انصار حركة النهضة الذين توافدوا أمس على ساحة القصبة وطالبوا بفك الاعتصام مرددين شعارات عديدة ومتنوعة على غرار «يا بوليس يا سياسي برا لوج وين تساسي» و«لا للفوضى لا للاعتصامات نعم للمسؤولية» و«يا وزير سير سير نحن معاك في التطهير» و«شرف علي العريض من شرفنا» وغيرها... متهمين الأمنيين بالولاء لنظام بن علي وبوليسه السياسي الذي عمل لسنوات طوال على تعذيب الآلاف من المساجين السياسيين دون مراعاة تشرد عائلاتهم وتدميرهم ماديا ومعنويا مؤكدين أنه آن الأوان للمحاسبة بداية بتطهير وزارة الداخلية من أزلام النظام البائد وصولا الى المحاكمة لكل من تسبب في تعذيب أو قتل أو تشريد المواطنين سواء منهم المساجين أم غيرهم. واعتبر المحتجون ان اعتصام الأمنيين غير شرعي في ظل ما تعيشه البلاد من عدم استقرار أمني واقتصادي واجتماعي بغض النظر عن طبيعة مطالبهم ولا مجال لمواصلة الاعتصام مرددين بين الحين والآخر شعار «الشعب يريد فك الاعتصام» هذه العبارة أثارت انتقاد البعض ممن كان متواجدا لمشاهدة ما يحدث للتأكيد بأن هؤلاء المحتجين لا يمثلون الا انفسهم ولا يحق لهم الحديث باسم الشعب الذي يجمع بين أطياف سياسية متعددة والذي لم يحقق أي هدف من أهداف الثورة سوى التجاذبات السياسية والمطالب المادية والاعتداءات العشوائية التي شملت مختلف القطاعات. اعتداءات لفظية سلوكات غريبة وتصرفات غير مسؤولة قام بها أمس البعض من أنصار حركة النهضة الذين عمدوا الى منع بعض الاعلاميين المتواجدين داخل خيمة الاعتصام من التصوير بل نعتوهم «بقلة الاحترام» لمجرد تواجدهم بين صفوف الرجال وهو سلوك نعيبهم عليه. كما عمد أحد المحتجين الى ثلب المكلف بالاعلام في خيمة الاعتصام أثناء شرحه لنا أسباب الاعتصام وتأكيده على التهجم اللفظي لأنصار حركة النهضة تجاه المعتصمين الأمنيين مؤكدا انه «كاذب» في أقواله وهو ما علله المكلف بالاعلام بغياب الديمقراطية والحق في التعبير مؤكدا أن مطالبهم لا تنازل عنها وأنهم مستعدون لتعليق الاعتصام والتفاوض لايجاد الحل الممكن لما يعانيه اليوم القطاع الأمني موضحا ان المعتصمين هم الذين يقررون ويحددون تحركاتهم وليس الحزب الحاكم رافضا ان يقع تسييس المسألة والحياد بمطالبهم عن مسارها القانوني.