جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وغادر منتخبنا الوطني العرس الافريقي تاركا وراءه حزمة من الأسئلة وقد كانت آخر المطاف هزيمة ضد المنتخب الغاني وهي الثانية على التوالي في هذه الدورة بعد الهزيمة ضد المنتخب الغابوني. لنسارع أولا بإبداء ملاحظة وهي أنها المرة الرابعة على التوالي التي لا يتخطى فيها منتخبنا الدور ربع النهائي اي خلال الدورات الاربعة التي تلت تتويجنا بالكأس الافريقية على أرضنا ضد المغرب سنة 2004 وهو لعمري أمر غريب اذ كان من المفروض استغلال هذا التتويج لاعداد المستقبل وبناء منتخب قادر على رفع التحدي على غرار مصر خلال الدورات الثلاث الماضية حيث استفاد منتخب الفراعنة من الجيل الذهبي الذي كان بحوزته والذي يمثله أحمد حسن وأبو تريكة والحارس عصام الحضري للاحراز على اللقب ثلاث مرات متتالية (2006 2008 2010) وكذلك الشأن بالنسبة لمنتخب غانا بطل افريقيا في دورتين متتاليتين (1963 و1965) ولا يمكن ان نمر على هزيمتنا ضد غانا دون ان نشير الى تواصل عقدة زملاء المثلوثي أمام زملاء اندري أيو وهو ما يتجلى في تفوقه علينا في كل المواجهات التي جمعتنا به في نهائيات كأس افريقيا (6 انصارات لغانا وتعادل وحيد). وما يثير الانتباه ان هذه «الظاهرة» تواصلت رغم تفوق أبنائنا على هذا المنتخب في المباراة الأخيرة فنيا. هفوات بدائية هذا التفوق لا يحجب بعض الهفوات التي ارتكبها لاعبونا والاطار الفني ونذكر منها السذاجة التي تعامل بها دفاعنا مع العملية التي أفرزت الهدف الاول وهي هفوة بدائية تجسمت في غياب المحاصرة على المدافع الغاني جون مانساه من قبل حسين الراقد وقد كان من المفروض على الاطار الفني التنبيه الى هذه النقطة بعد معاينته لمباريات المنتخب الغاني والتي تثبت ان كل الأهداف التي سجلها منذ بداية الدورة كانت بواسطة كرات ثابتة علاوة على ان نفس اللاعب سبق ان سجل هدفا بنفس الطريقة ضد بوتسوانا في هذه الدورة. لا لتهويل الأمور الآن وقد انسحب منتخبنا فلا مجال لتهويل الامور والنفخ في نار الاحتجاج بل لابد ان نتعامل مع المسألة بعقلانية كما يتعين علينا اعداد المستقبل من الآن ومن الخطإ المطالبة بإلغاء ما قمنا به بل يجب البناء انطلاقا مما تحقق من ايجابيات خلافا لدعاة «فسخ وعاود» والآن من الضروري الالتفات الى المواعيد المقبلة التي تنتظرنا وهي كأس افريقيا 2013 بجنوب افريقيا وتصفيات كأس العالم 2014 التي ستنطلق بمباراة ضد غينيا الاستوائية خلال شهر جويلية المقبل.