جاءت خيبة المنتخبات الافريقية المشاركة في المونديال مدوية فقد سقطت أربعة منتخبات بالضربة القاضية وكان في مقدمتها البلد المنظم جنوب افريقيا حتى وإن حقق منتخب «الأولاد» فوزا تاريخيا على منتخب «الديكة» فإن التاريخ سيكتفي بتسجيل مرارة الانسحاب منذ الدور الاول شأنهم في ذلك شأن «نسور نيجيريا» الذين لم يتمكنوا من ايقاف الطموح الجامح لرفاق «شوبارك» حتى وإن استنجدوا بالشيخ الرمز «كانو»... وحدث الأمر نفسه مع زملاء ايتو الذي بدا وحيدا وسط أدغال بلد «مانديلا»... وخرج المنتخب الجزائري بخفي حنين من المونديال بعد أن كان يحمل آمال شعب بقي صامدا في محراب الصبر منذ عام 1986... أما المنتخب الايفواري فإن في طريقه اليوم الى مغادرة جنوب افريقيا من الباب الصغير عندما يواجه الجريح الكوري الشمالي ليتقاسما الاحزان والهموم... «الشروق» نزلت الى الشارع والتقت ثلاثة مواطنين من افريقيا «السوداء» وثلاثة تونسيين اخوانهم في الجغرافيا ووحدة المصير الذين ولئن عبروا عن سخطهم للانسحاب الجماعي للافارقة فإنهم باتوا يعلقون الكثير على النجوم السوداء لغانا بعد أن أضاءت سماء جنوب افريقيا من جديد... فكانت الآراء كالتالي: ميشال نكوديا (الكونغو): يكفينا فخرا أننا أثبتنا للعالم أن افريقيا لم تعد «سوداء» «أعتقد أنه لا مجال لتهويل الخيبة التي تعرضت لها المنتخبات الافريقية في مونديال جنوب افريقيا إذ لا ننسى أن الأمر يتعلق بتظاهرة رياضية عالية المستوى لذلك أعتقد أن انسحاب المنتخبات الافريقية باستثناء غانا وفي انتظار الكوت ديفوار أمرعادي لأن المهم من كأس العالم في نسخته الحالية أنه وقع تنظيمه للمرّة الاولى في افريقيا وأثبتنا للعالم أن قارتنا تسير نحو التقدم فكأس العالم لم تشكل حدثا رياضيا فحسب بل كذلك ملتقى ثقافيا مهما وأنا شخصيا فخور جدا بتنظيم كأس العالم على أرض افريقيا التي أثبتت للعالم بأسره أنها لم تعد «سوداء»!! «جول كوكو» (الطوغو): غابت النجاعة فحدثت الخيبة... «أظن أن ما حدث للمنتخبات الافريقية في مونديال جنوب افريقيا شكل خيبة كبيرة لكل الافارقة وأجزم بأن الاشكال الذي رافق أداء هذه المنتخبات يكمن بالأساس في غياب النجاعة أمام المرمى وقد يعود ذلك الى غياب العمل الخصوصي أثناء التحضيرات وأتحدث هنا بالخصوص على منتخبي الجزائر ونيجيريا... ثم لا ننسى أمرا مهما ذلك الذي يتعلّق بعقلية اللاعب الافريقي إذ لاحظنا صراعا واضحا وجليا في صلب الفريق الواحد بين المحترفين والمحليين». سامويل إيموكور (رواندا): غانا تشكل أمل الافارقة «شخصيا أنا سعيد جدا لترشح المنتخب الغاني فقد قدّم مردودا رائعا واستحق اقتلاع بطاقة الترشح وأظن أنه قادر على الذهاب بعيدا في هذا المونديال أما بالنسبة لبقية المنتخبات الافريقية الأخرى فلاحظنا أنها تعاني مشكلة واضحة على مستوى انهاء الهجومات وخاصة بالنسبة لمنتخب الجزائر الذي لعب مقابلة جيدة أمام المنتخب الانقليزي وانتظرنا ترشحه الى الدور الثاني لكن حدث العكس والأمر نفسه بالنسبة للبلد المنظم جنوب افريقيا التي حققت فوزا مهما على الفرنسيين ولكنه لم يكن كافيا لمواصلة المشوار في المونديال...». فهد العطوي: أبناء سعدان أهدروا فرصة تاريخية لن تتكرر «أعتقد أن المنتخب الجزائري أهدر فرصة تاريخية للترشح للدور الثاني خاصة بعد تلك المقابلة الاستثنائية أمام الانقليز وأظن أن أبناء سعدان خسروا مقابلة سلوفينيا في الوقت الذي كان لابد من الفوز خلالها لأنها المقابلة التي كانت ستمنحهم بطاقة الترشح... أما بالنسبة للخيبة الكبيرة التي منيت بها المنتخبات الافريقية الاخرى فأعتقد أنها كانت منتظرة فالبلد المنظم فشل حتى في الترشح ل «الكان» فما بالك بالمونديال!! وشكلت غانا أفضل ممثل للقارة السمراء وأصبحت مهمة المنتخب الايفواري مستحيلة وكان مردود النيجيريين متذبذبا أما الكامرون فأظن أنه وقع ضحية بعض الاختيارات التكتيكية المرتجلة فأنا شخصيا لم أهضم ابعاد «إيتو» عن خطته الاصلية كمهاجم صريح والزج به في خطة الجناح!!». عماد الجمل: خيبة متوقعة... «كنا نتمنى أن يترشح المنتخب الجزائري الى الدور الثاني خاصة وأننا علقنا آمالا كبيرة على أبناء سعدان بعد ذلك الاداء المميّز الذي ظهروا به أمام المنتخب الانقليزي أما المنتخب الافريقية الاخرى فأظن أن الانسحاب كان متوقعا باستثناء المنتخب الغاني الذي قدّم مردودا يليق بالكرة الافريقية». خالد العطوي: كلنا مع غانا... «شخصيا لاحظت ان المنتخب الجزائري تمكن من احكام سيطرة ميدانية كاملة خلال مقابلاته ولكنه عاجز عن التهديف انه حقا أمر غريب ذلك الذي رافق أبناء سعدان!! وهو ما جعلهم ينسحبون بصفة مبكرة ولم أكن انتظر شيئا من بقية المنتخبات الافريقية الاخرى... وأتمنى الآن أن تواصل غانا النجاح الباهر الذي حققته في هذا المونديال».