زهاء اسبوع يفصل اليمن عن استحقاق الانتخابات الرئاسية التي تنص عليها المبادرة الخليجية , بيد أن الخلافات السياسية التي باتت تشق صف الثوار إضافة إلى تحضير الانفصاليين إلى سيناريو التقسيم تشير إلى أن تهديدا خطيرا يتربص ب «اليمن السعيد» . فقد أكدت مصادر إعلامية مطلعة إن انفصاليين جنوبيين أضرموا النار في مخيم يضم محتجين مناهضين للحكومة في مدينة عدن لرفض الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الشهر الجاري لاختيار زعيم للبلاد خلفا للرئيس علي عبد الله صالح. وانضم انفصاليون جنوبيون لمحتجين يدعون صالح إلى التنحي في العام الماضي لكن الانشقاق زاد بين الجانبين، ويريد الانفصاليون احياء دولة اشتراكية بالجنوب تم توحيدها مع الشمال عام 1990. وهم يخشون ألا تكون الانتخابات التي تجرى في 21 فيفري الجاري في صالح هدفهم المنشود. وتؤيد المظاهرات المناهضة لصالح بصفة عامة الانتخابات باعتبارها خطوة نحو انهاء حكمه القائم منذ 33 عاما. وقال شهود «إن مئات الانفصاليين نظموا مسيرة في عدن بجنوب اليمن في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية وأضرموا النار في خيام تضم نحو مائة محتج. وأصيب نحو عشرة أشخاص». وأصدرت ثلاث مجموعات انفصالية بيانا تدين الهجوم على مخيم الاحتجاج ووصفته بأنه حيلة من الشمال لاضعاف حملة الجنوب من أجل «الاستقلال» حسب زعمها. وقالت في بيان «اننا ندعو كل الاطراف الى عدم الانجرار وراء المخطط الاستعماري الهادف الى تحويل نضال شعبنا الموجه ضد المستعمر الى صراع جنوبي جنوبي.» في هذه الأثناء , أكد حيدر أبو بكر العطاس، آخر رئيس بحكومة اليمن الجنوبية، أن العملية السياسية التي تشهدها اليمن حاليا بما فيها الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر انعقادها في 21 فيفري الجاري والتي نصت عليها مبادرة دول الخليج لا تعني شعب الجنوب نهائيا، مرجعا السبب في ذلك الى أن «القضية الجنوبية» التي تعتبر أساس وجوهر الأزمة اليمنية الراهنة لم تطرح في صلب المبادرة. وأشار إلى أن إجراء انتخابات رئاسية وانتخاب رئيس جنوبي لا يعني حل القضية الجنوبية وليس لها أي تأثير فيها ولن تحل شيئا حتى إذا شكلت الحكومة جميعها من الجنوب فهذا لن يحل القضية الجنوبية. وأشار العطاس إلى أن بعض القوى السياسية الموجودة على الساحة اليمنية الآن تريد تجاوز القضية الجنوبية دون حلها، معتبرا أن ذلك خطأ جسيما ستكون له انعكاسات سلبية ليس على أمن واستقرار اليمن بل المنطقة برمتها. وطالب العطاس القوى السياسية في الشمال عدم الاستمرار على نهج الرئيس السابق على صالح، مؤكدا على أن قرار مستقبل الجنوب يجب أن يأتي من الشعب الجنوبي عبر تقرير المصير، موضحا أن الأولوية الآن قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الجلوس على مائدة حوار بين القوى الوطنية في الشمال وفي الجنوب لحل القضية الجنوبية. بدورهم أكد المتمردون الحوثيون في الشمال انهم سيقاطعون الانتخابات التي لم يترشح فيها سوى عبد ربه منصور هادي نائب صالح.