خص رئيس بعثة المراقبين العرب المستقيل، الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي «الشروق» بحديث مقتضب أوضح فيه دوافع استقالته وقدم فيه توصيفا لما يجري على أرض الواقع بسوريا. وفي مايلي هذا الحوار : ماهي، دوافع استقالتك من رئاسة بعثة المراقبين العرب...ولماذا في هذا التوقيت تحديدا؟ هي أصلا البعثة انسحبت منها أطراف كبيرة وهي مجمدة منذ 28 جانفي الماضي مما أدى إلى ازدياد حدة العنف بصورة واضحة... لكن كان بإمكانك أن تواصل عملك على رأس هذه البعثة، أليس كذلك؟ لا يمكن أن أسمح لنفسي بأن أقول غير كلمة الحق... ومن هنا كان موقفي واضحا وقررت أن أستقيل...لأنني لا أريد أن أكون شريكا في ذبح الشعب السوري... لكن هناك من يقول إنها إقالة وليست استقالة؟ من أقالني؟!...هذا كلام غير صحيح...وكيف يمكن أن تتم الاقالة قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب؟... لا يا سيدي هي استقالة تقدمت بها أنا إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي... ولم يطلب مني أحد تقديمها... وهل أنت راض عن أداء البعثة منذ توليها عملية مراقبة الأوضاع في سوريا؟ بالتأكيد نحن راضون عن عملها...ونعتقد أننا قمنا بكل مافي وسعنا من أجل وضع حدّ لأعمال العنف في سوريا... وبالفعل نجحنا في ذلك... فعندما وصلنا إلى سوريا كان العنف واضحا... لكن بعد وصولنا بدأت حدة العنف تخف تدريجيا والحمد لله أتصور أننا تركنا الأوضاع هناك أفضل مما وجدناها... وهل تعتقد أن الأمور تتجه نحو الانفراج في سوريا بناء على ما تفضلت به من توصيف؟ أتمنى ذلك ولكن أرى أن الأوضاع لا تسر رغم انخفاض حدة العنف ورغم الجهود التي تبذلها مختلف الأطراف من أجل إنقاذ سوريا من هذه المحنة... في هذه الحالة كيف ترى مآلات الأزمة السورية إثر قرار وزراء الخارجية العرب إرسال قوات دولية إلى سوريا؟ أسأل الله أن يجنب أهل سوريا مزيدا من المزالق... فنحن لا يهمنا من يحكم بقدر ما يهمنا أساسا بقاء سوريا دولة قوية متماسكة بما يسهم في استقرار الأمة وعزتها ومناعة دورها العروبي... ولكن ما أود أن أقوله هنا إن تجربة القوات الدولية رأيناها في عدة دول مثل السودان وغيره... وأتمنى أن تنجح الجامعة العربية في الحفاظ على سوريا وفي احتواء هذه الأزمة قبل أن تستفحل..