باب العين هو احد ابواب مدينة باجة العتيقة ويمثل داخلها عصب الحياة حيث يربط ثلاثة مناطق حيوية وهى عين الشمس ومنطقة البرادعية التي تضم معالم دينية متمثلة في الجامع الكبير وحومة الجرابة معلما تاريخيا وهو سبيل يوسف صاحب الطابع. يعود تاريخ بناء السبيل إلى عام1800ميلادي أي بعد اعتلاء يوسف صاحب الطابع بتسع سنوات وقد بنى السبيل على طراز عثمانى على غرار سبيل باب السبعة وسبيل باب الجنائز وسبيل بئر أندلسى وقد أزيلت كل هذه المعالم ماعدا سبيل باب العين ويحتوي السبيل على سقاية بنيت بطريقة جميلة جدا فهو بنيان مكعب ذو ثلاث واجهات وتتضمن الواجهة الرئيسية قوسا مما يجعله شبيها بالمحراب وتعلوه قبة كبيرة وقد جمع في بنائه بين الفسيفساء والحجارة الصقلية الحمراء والبيضاء. أما السقاية فمتكونة من الرخام المحلي. وقد شكل هذا المعلم نقطة التقاطع بين السوق والمناطق السكانية إضافة إلى الجامع الكبير مما عمق أهميتة وعزز صموده منذ العهد العثمانى عكس بقية السبل.لكن هذا الصمود لن يدوم كثيرا إذا تواصل الاهمال لهذا المعلم وتجرؤ المارة والتجار على إلقاء الفضلات في حوض السقايا إضافة إلى استعماله كفضاء مكمل للمحلات التجارية أو الكتابة فوقه وتشويه اللوحة الرخامية المتضمنة لأبيات شعرية وتزيد الأمور سوءا إذا غابت لجنة صيانة المدينة التي لم تعد تحرك ساكنا منذ 14 جانفي ولا ندري ما السبب هل هو الخوف من عدم استقرار الوضع الأمني أو السلبية أو عدم وضوح الرؤية فيما يخص تركيبة اللجنة. لكن مهما كانت الأسباب نقول إن السكوت على ما يقع من تشويه لمعالم المدينة العتيقة بباجة هو جرم في حق عراقتها وتنازل عن تاريخها خاصة إذا قارنا ما تبذله مدن أخرى من مجهودات للمحافظة على معالمها التاريخية ونذكر أمثلة الكاف وبنزرت وزغوان.....