يمثل باب العين أحد أهم أبواب النواة الحضرية الاولى لمدينة باجة العتيقة أي «المدينة» وأرباضها الثلاثة الربط عين الشمس وحومة الجرابة وهذه الابواب هي باب المدينة باب السوق باب الجديد وباب الحديد الفوقاني باب السبعة باب خلاء باب الجنائز باب الرحبة أو باب سيدي بوتفاحة وباب العين. وهذا الباب أي باب العين هو ميدان تحت سور المدينة وتحديدا في نقطة التقاء مسلكي بل تقاطع بين مختلف أحيزة النسيج العمراني العتيق، الحيز التجاري والحيز السكني والحيز الروحي مما يجعل منه نقطة التقاء وعلامة هيكلية. باب العين هو السبيل التاريخي الوحيد المتبقي داخل النسيج المعماري العتيق بمدينة باجة وأرباضها. اضمحلّت جل السقايات أو أزيلت وآخرها سبيل باب السبعة التاريخي الذي مازلنا الى اليوم نشاهد بعد أحجار حوضه الصقيلة ومن قبله سبيل باب الجنائز، سبيل «بير دلنسي» (قلب لكلمة أندلسي) وسبيل عين عمال وسبيل سيدي الهواري فلم يبق إلا هو. ويمثل هذا السبيل بامتياز عينة أنموذجية للمعمار التركي في مجال المنشآت المائية بنيان مكعّب ذو ثلاث واجهات تميل نحو الاستطالة أفقيا وتتضمن الواجهة الرئيسية فيه قوسا قليلة الانحسار هذا الهيكل هو أشبه ما يكون بالباب أو المحراب أو بالاحرى باب المحراب وتعلوه قبة كبيرة وبنيت جدران السبيل من الفسيفساء ومن الحجارة الصقيلة حمراء قانية وبيضاء فإن حوض السبيل قد اتخذ مادته من الرخام المحلي وقد صمد هذا المعلم المعماري في وجه الزمان منذ تأسيسه سنة 1800م لعدة اعتبارات منها ما يتعلق بالواقع نعني موقع السبيل المحوري داخل النسيج العمراني. فسبيل باب العين هو المعمار العثماني الذي لايزال يعبّر عن تاريخية المنطقة وثراء مخزونها الحضاري والتاريخي والتراثي.