كشفت موجة البرد الأخيرة المرفوقة بأمطار غزيرة وثلوج غير مسبوقة بعدد من جهات جندوبة عديد النقائص التي تعاني منها الجهة وتؤكد أيضا حاجتها لتدخلات حاسمة واستراتيجية جديدة تغني قادم المواسم عن مثل هذا الوضع . كميات الأمطار التي شهدتها المنطقة منذ ما يقارب الأسبوع والتي بلغ معدلها في بعض الجهات 100 مم ورافقتها كميات من الثلوج فاق ارتفاعها المتر والنصف بكل من عين دراهم والغرة بغار الدماء وبني مطير وفرنانة كشفت بوضوح عدة نقائص بالجهة كانت وإلى وقت قريب غائبة أو هي محجوبة بسبب سياسة العهد البائد في طمس الحقائق وتزيين السيء منها لغايات يعلمها القاصي والداني وتخص النقائص هنا تواضع البنية التحتية وتدهور الوضع الاجتماعي لآلاف العائلات . العوامل الطبيعية التي شهدتها الجهة نتجت عنها أضرار جسيمة تمثلت في سقوط عدد من المنازل بأرياف عين دراهموغار الدماءوفرنانة وبوسالم إضافة لتصدع وتداعي عدد آخر من المنازل وهو ما خلق حالة من الفزع والرعب في صفوف السكان الذين لم يملكوا سوى إطلاق نداءات الاستغاثة وانتظار الفرج الذي قد يأتي أو لا يأتي فضاع صبرهم بين هذا وذاك وتعاظمت مأساتهم . وشملت الأضرار إضافة للمنازل والبيوت البدائية مساحات هامة من الحقول التي زحفت نحوها السيول وحولتها إلى برك من المياه والخوف كل الخوف أن تؤثر في الموسم الفلاحي خاصة وهذه الحقول مزروعة حبوبا وخضروات . الأضرار شملت أيضا البنية التحتية حيث بان بالكاشف تواضعها حيث غزت السيول عددا من الطرقات إضافة للانزلاقات الأرضية التي حطمتها (عين شرشارة بفرنانة عين بومرشان: عين دراهم عين سلطان بغار الدماء) أما الجسور فلم تقو على احتواء كميات الأمطار لتواضع ارتفاعها ومحدودية منسوبها فغادرت المياه مجاري الوديان والأنهار لتسبب انقطاعا في الطرقات وتعطلا للحركة المرورية زادت من عزلة عدد من التجمعات وحرمانهم حتى من وصول الإمدادات الغذائية وقوافل المساعدات والإغاثة . كما انقطع التيار الكهربائي بعدد من المناطق وتجمد الماء الصالح للشراب بخزانات التوزيع مما زاد في صعوبة ومعاناة التزود . بان بالكاشف أن آلاف العائلات بجهة جندوبة : عين دراهمفرنانة بوسالم طبرقةغار الدماء ... تعيش الفقر الحقيقي حيث تنعدم المرافق الحياتية الضرورية حين يبيت الآلاف على الطوى ولا يملكون من الماديات ما يوفر لقمة العيش .البيوت البدائية من طين وقش و أفضلها من آجر وزنك تنتشر في كل الجهة والمعاناة بين كل الجدران التي لا تقوى على الحر والقر . العوامل الطبيعية القاسية كشفت عدة نقائص وجب استخلاص العبرة منها حتى لا تتفاقم الكارثة ويبقى الوضع على ما هو عليه نقائص بات من الضروري وضعها في الاعتبار و التجند لمقاومتها والحد منها في أقرب الأوقات وفق خطة وطنية تضع في الاعتبار استحقاقات الزمان والمكان .