نظم المكتب المحلي لحركة النهضة بالعلا يوم الخميس 09 فيفري 2012 اجتماعا بدار الثقافة بحضور أعضاء من المجلس التأسيسي ممثلين عن حزب النهضة وعبر المواطنون الحاضرون عن مطالبهم المتمثلة أساسا في الحق في التنمية والتشغيل والأمن. اشرف على الاجتماع عضوا المجلس التأسيسي عن حزب النهضة محمود قويعة ومفيدة المرزوقي وكان حضور المواطنين وممثلين عن المجتمع المدني بالجهة من احزاب ونقابيين مكثفا باعتبار أن هذه هي الزيارة الاولى لا عضاء المجلس التأسيسي لمعتمدية العلا التي تحتاج الى اهتمام ورعاية من قبل الجهات المعنية لتلافي التهميش وغياب التنمية. ومثل اللقاء فرصة للمواطنين من أجل التعبير عن مشاغلهم وايصال أصواتهم الى السلط الجهوية والحكومية المعنية من خلال اعضاء التأسيسي. وقد تنوعت تدخلات الحاضرين وتعددت. ومن أبرز مطالبهم هي ضرورة تطهير الادارات من الفساد حسب تدخل المواطن خميس رزقاني في هذا الاطار الذي قال «مشكلتنا في العلا ليست في الطريق والماء فقط في الفساد الاداري وفي اداء المسؤولين وقال» لا بد من اصلاح الادارة والقضاء على الفساد ». وطالب ايضا بالقطع مع الجهويات وبعض الممارسات القديمة المتمثلة في المحسوبية والتمييز على اساس الثراء والوجاهة وبالتالي ضرورة ازالة كل الشوائب باعتبار وجود عدة حلقات فارغة في العمل داخل المؤسسات الادارية المحلية. متدخل اخر أكد على الفقر الواضح الذي تعيشه الجهة وافتقار العديد من الأسر الى أبسط مقومات العيش الكريم مما أفرز فقرا شاملا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا و اخلاقيا حسب قوله مشيرا الى السرقة وانتشار بيع الخمر خلسة. وأشار صلاح المسعودي (نقابي) الى أن«أفقر معتمدية في الجمهورية التونسية هي العلا بدون منازع» باعتبار ان نسبة البطالة في العلا بالمقارنة مع عدد السكان (40ألفا) تعتبر مرتفعة جدا ومخيفة في نفس الوقت رغم وجود الكفاءات الفكرية والتقنية واليد العاملة المختصة مقابل غياب مواطن شغل وشركات كبيرة أو مصانع وعدم توفر الجهة ولو على مؤسسة صناعية وحيدة تحل معضلة البطالة و تقضي على مظاهر الانحراف والاجرام حسب توضيحه. وطالب من جهته بحلول عملية لفائدة الجهة واعطاء معتمدية العلا الاولوية المطلقة في المشروع التنموي الجهوي لولاية القيروان وتفعيل ذلك. وبين أن المواطنين سئموا الوعود الكاذبة والأوهام الزائفة. كما تدخل أيضا عبد الفتاح الراقوبي (ممثل محلي للاتحاد الجهوي للمعطلين عن العمل) وأشار الى وجود 1465 معلا من اصحاب الشهائد العليا بالعلا وهو رقم مفزع جدا مما أثار استغراب السيد محمود قويعة. كما طالب عبد الفتاح بضرورة القطع مع الجهويات عند الانتداب وقال «كأن العلا اصبحت تصدر التشغيل وليست بها بطالة تماما». وطالب بضرورة تشغيل المتخرجين وعدم المس من كرامتهم ومستوياتهم العلمية بتشغيلهم في اطار الحضائر والاليات وقد اعتبرها أكبر اهانة للشباب المتعلم وصاحب الكفاءات والطاقات الابداعية في العلا وغيرها من الجهات. بنية هشة كذلك اشتكى المواطنون من غياب البنية الادارية في العلا والخدمات مثل عدم وجود قباضة مالية ومكتب تشغيل وفرعي«ستاغ و صوناد» ومركز تكوين مهني ومحكمة ناحية وادارة مستشفى مستقلة اضافة الى نقائص فرع التجهيز بالعلا وعدة نقائص اخرى مما خلق تبعية كبيرة لمعتمدية حفوز واقصاء العلا اداريا اقتصاديا واجتماعيا و ثقافيا. كذلك المطالبة بتهذيب الاحياء ومداخلها مثل حي اولاد جاءبالله واولاد مسعود وتوسيع المنطقة البلدية وتهيئة الطرقات و خاصة انشاء طريق بالمدرسة الابتدائية الطاهر صفر و«المحافيظ ». اشتكى العديد من المواطنين من غياب الماء الصالح للشراب وهو مشكل كبير وخاصة منطقة القطار التي تزود 11 عمادة بالماء و الارياف المعزولة مما يضطر النسوة الى جلب الماء بطريقة مضنية من أماكن بعيدة مثل منطقة اولاد عمر و الغذيفات وطرزة وصيادة وغيرها كذلك منطقة الذهيبات التي تضررت بشكل كبير وخاصة المدرسة الاعدادية بسبب غياب الاساتذة المتكرر والتلاميذ بسب انقطاع الماء و الكهرباء. وطالبوا السلطات بالتدخل العاجل والسريع من اجل منع حدوث كارثة انسانية صحية مع التأكيد على ضرورة حل مشكل الجمعيات المائية مع الصوناد من خلال جدولة الديون وطالبوا أيضا بضرورة احداث مجلس قروي خاص بالمساعيد والذهيبات وانشاء مراكز حرس وطني نظرا للكثافة السكانية بهاتين العمادتين. كما طالب المواطنون بالاهتمام بالجانب الفلاحي و خاصة في ظل وجود اراض فلاحية مهمشة غير مستغلة لتصبح العلا قادرة على الانتاج الفلاحي مثل الباكورات والخضروات. العديد من الاهالي طالبوا بضرورة عودة الأمن بشكل رسمي واستعداد السكان للتعاون معه للقضاء على العديد من المظاهر السيئة خاصة في ظل تواصل عربدة المنحرفين و شاربي الخمر خاصة في الليل أمام المباني السكنية والمرافق العمومية والحدائق العمومية المهجورة وما يسببه من قلق لراحة السكان والمخاطر التي أصبح يمثلها وبالتالي والمواطن لم يعد امنا في بيته مثل الكلام البذيء والاعتداءات بالعنف.