كان الحدث بإذاعة قفصة مؤخرا انطلاق عمل أربعة مكاتب إعلامية جهوية بكل من توزر والقصرين وقبلي وسيدي بوزيد وذلك في سياق اتفاقية شراكة بين مؤسسة الإذاعة التونسية ومؤسسة hirondelle السويسرية. مكنت هذه المؤسسة من تجهيز هذه المكاتب بأرقى التجهيزات التقنية والإعلامية بتكلفة تقدر ب600 ألف دينار وقد تزامن هذا الحدث مع الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة (13 فيفري) وانطلاق الاحتفال بالسنة العربية للإذاعة (2012) السيد الحبيب بلعيد المدير العام للإذاعة التونسية حضر فعاليات هذا اليوم الاحتفالي بقفصة ودشن المكاتب الجهوية الجديدة وكانت المناسبة سانحة لعقد لقاء إعلامي حول «إعلام القرب» بمؤسسة الإذاعة التونسية ساهمت فيه وجوه إعلامية من مؤسسات مختلفة جهوية ووطنية وقد واكبت «الشروق» مختلف هذه الفعاليات واستطلعت اراء المشاركين انطلاقا من تقييمهم لاتفاقية الشراكة لبعث مكاتب إعلامية جهوية السيد الحبيب بلعيد الرئيس المدير العام لمؤسسة الإذاعة التونسية أشار إلى أن الإذاعة لم تمت وهي تواصل تجسيم مفهوم إعلام القرب وقد تجسّد ذلك خاصة منذ اندلاع الثورة إذ تحولت من بوق للدعاية للنظام والسلطة إلى إذاعة عمومية لخدمة المواطن أينما كان وأضاف السيد الحبيب بلعيد أن اتفاقية الشراكة مع مؤسسة «hirondelle» جاءت لتعزز مفهوم إعلام القرب إذ أثمرت بعث أربعة مكاتب إعلامية جهوية ترجع بالنظر إلى إذاعة قفصة في تجربة نموذجية مع هذه الإذاعة بالتوازي مع تجربة شراكة أخرى مع إذاعة الشباب وأكد السيد بلعيد أن الشراكة ستتواصل لمدة عامين معبّرا عن أمله في تواصلها وإن كانت المسألة تعود بالنظر إلى الجهة الراعية والأطراف الممولة. تطوير المرفق العمومي السيد «صامويل توربان» المسؤول عن اتفاقية الشراكة من جهة مؤسسة hirondelle عبر عن ارتياحه للتجسيم الفعلي للاتفاقية في سياق المساهمة في تطوير الإذاعة كمرفق عمومي مبينا أن نجاحها في توجهها إلى المواطن والإجابة عن انتظاراته وشواغله مضيفا أنه كان لمؤسسته دور مماثل في آسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية من جهته أكد د. زهير بن أحمد مسؤول العلاقات الخارجية بمؤسسة الإذاعة التونسية والمدير السابق لإذاعة قفصة أن جانبا مهما من مستقبل الإعلام التونسي في الجهات موضحا أنه بفضل الثورة والحرية تم الخروج من ثنائية المركزي والجهوي إذ كان الجهوي يعتبر دوما مكملا أو امتدادا للمركزي وهو ما مكّن الإذاعات الجهوية من فرص لإثبات الذات من خلال محليتها ومخزونها الثري ومواردها البشرية وأضاف د. بن أحمد أن ديمقراطية الإعلام تفترض أن يجد كل مواطن حظه في المصدح والصورة التلفزية والإعلام المكتوب أما عن المستقبل فقال إنه مرتبط بمبادرات أبناء الجهات في بعث صحف ومنابر إعلامية تصنع الإضافة النوعية وتعزّز التنافس وانتهى محدثنا إلى القول بأن المكاتب الجهوية الأربعة التي تم بعثها يمكن أن تكون منطلقا ونواتات لإذاعات جهوية بالمناطق المعنية. من التهميش إلى التفعيل تبر النعيمي (إذاعة الشباب) لاحظت أن بعث هذه المكاتب الجهوية بالجهات الداخلية ستساهم في تجسيد إعلام القرب وجعله مرآة عاكسة لشواغل المواطن في هذه الربوع التي كانت مهمشة في السابق وعبرت تبر النعيمي عن أملها في تدعيم هذه المكاتب بالإمكانات البشرية اللازمة بما يسهل مهمتها في دعم عمل الإذاعة التونسية وتمكين المرفق الإعلامي العمومي من إمكانات نوعية تدعم مفهوم القرب الإعلامي وتخرجه من ثنائية المركزي والجهوي. أما السيد نبيل السدراوي مدير إذاعة تطاوين فقد اعتبر بعث هذه المكاتب خطوة هامة لممارسة الإذاعة الجهوية لمفهوم إعلام القرب مؤكدا أنها ستدعم المادة الإعلامية لإذاعة قفصة وستكون مؤشرا إيجابيا يغري بتعميم التجربة في إذاعات جهوية أخرى حتى تغطي كافة الولايات ولم لا عديد المدن الكبرى في ولايات معينة وأضاف السيد نبيل أن آلية الشراكة التي أثمرت هذا المكسب ستساهم في نقلة الإعلام من «مرتهن» حكومي إلى مرفق عمومي الأمر الذي سيدفع باتجاه تطوير المشهد الإعلامي الوطني. السيد زياد الهاني (جريدة الصحافة وعضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين) أشار من ناحيته إلى أن بعث هذه المكاتب الجهوية الأربعة يمثل استجابة لأحد استحقاقات الثورة وهو إعطاء صوت لمن لم يكن له حظ في إيصال صوته والتعبير عن شواغله وأساسا حقه في التنمية مضيفا أن الإعلام هو أحد الأدوات الهامة للتنمية وانطلاقا من أن الجهات الداخلية عانت طويلا من الحرمان والتهميش والتعتيم يعتبر السيد الهاني أنه بقدر أهمية هذه المكاتب الجهوية فمن المهم العمل على توفير الشروط والإمكانات التي تسمح لها بالتحول إلى إذاعات محلية مع العمل على فتح مكاتب إذاعية في مناطق حيوية كمنطقة الحوض المنجمي التي تعتبر مهد الثورة التونسية.