تحركت جمعية الكشافة التونسية مثلها مثل كل الجمعيات الموجودة والناشطة على الساحة التونسية والمكونة لجسم المجتمع المدني التونسي في حماسة لمد يد المساعدة و تقديم الإعانات العينية الممكنة لمتساكني الشمال الغربي. ولعل ما يميز بين المجهودات المقدمة من قبل الكشافة وبين المجهودات المبذولة من طرف باقي الجمعيات الخيرية، هي التخصص في التعامل مع مثل هذه الطوارئ والظواهر الطبيعية من جهة الى جانب مقدرة الكشافة على تجميع أضخم الكميات من المواد الغذائية والملابس والأغطية بفضل ديناميكية أعضائها وشبكة علاقاتها. ومن جهة أخرى بفضل الثقة والسمعة الطيبة التي تتمتع بها هذه الجمعية التربوية 12 قافلة اغاثة وقد نظمت الكشافة التونسية خلال نهاية الأسبوع الفارط أكثر من 12 قافلة تضامنية انطلقت من العديد من الجهات قابس وقفصة والقيروان وتونس وأريانة وبن عروس وجندوبة لتحط الرحال في العديد من الأماكن التي شهدت موجة كبيرة من البرد وتساقط الثلوج مما تسبب في عزل العديد من العائلات التونسية وبقائها بدون مؤونة وعاجزة عن مجابهة الظروف المناخية الصعبة. وتولت القيادات الكشفية منذ بداية الأسبوع الفارط تجميع الإعانات وتسلمها من المواطنين الذين كانوا كعادتهم يقبلون بكثافة على تقديم الإعانات والذي يدل على حس مدني وتضامني كبير، ساهم في تحفيزه الاعلام الذي اطلق صيحات فزع. وتمثلت هذه المساعدات أساسا في مواد غذائية وأغطية وملابس صوفية. وقد توجهت هذه القوافل إلى عديد الأماكن نذكر منها بنة المعدن وفخ الغبارة وعرقوب مشا ومنطقة الرويعي بعين دراهم ولاية جندوبة ومنطقة نبر وبني مطير بباجة ومنطقة كسرى بولاية سليانة ومنطقة الزريبة من ولاية زغوان. وكعادتها مع كل نشاط، فان هذه القوافل الكشفية التي حملت معها الإعانات والقيادات المتطوعة لمساعدة الغير، جمعت بين متعة المغامرة والتمتع بسحر الطبيعة بكسائها الأبيض الناعم.ورغم ضعف الموارد المالية وصعوبة العثور على وسائل نقل عملت الكشافة على تخطي الصعاب لتكون في مقدمة منظمات المجتمع المدني ولتساهم في عمليات الإغاثة والنجدة. وتواصل العديد من الهياكل الكشفية عملها في جمع الإعانات و من المنتظر أن تنطلق قوافل تضامنية أخرى من صفاقس و تونس وسوسة إلى الشمال الغربي في بحر الأسبوع القادم. جمعية البركة نظمت جمعية البركة الخيرية بالقيروان بدورها قافلة مساعدات باتجاه معتمدية الوسلاتية تم خلالها تقديم المساعدات الى عديد العائلات المعوزة بالجهة التي تأثرت بشدة بموجة البرد والثلوج التي اقتربت من مرتفعات الجهة. كما توجهت القافلة الى ولاية سليانة لكن تم اعتراض سبيلها وتعرضت الى الاعتداء حسب منسق القافلة. كما ساهمت جمعية التكافل للإغاثة بالقيروان في تقديم المساعدات للجهات المنكوبة الى جانب مبادرات من بعض المؤسسات التربوية التي ينتظر ان ترسل قوافل مساعدات بعد تجميع التبرعات من التلاميذ والمربين.