حدث ما كان متوقعا بمدينة ماطر جراء الامطار الغزيرة التي تهاطلت على الجهة خلال ال72 ساعة الفارطة والتي عجزت الاودية والسدود عن استيعابها ففاضت واقتحمت الشوارع والمحلات حاملة معها ما وجدت في طريقها من امتعة وممتلكات. أمطار الاسبوع الحالي وضعت من جديد على الطاولة المشروع الوهمي الذي كثيرا ما استعمله النظام السابق كدواء مخدر وهو مشروع حماية مدينة ماطر من الفيضانات وعقدت لأجله الجلسات واعدت اللجان وصرفت المبالغ الطائلة لكن منذ فيضانات 2003 والحال على ما هو عليه تتهاطل الامطار فتفيض الاودية وتغرق المدينة في الامطار ثم تتحول الى أوحال.. الفيضانات بجهة ماطر لم تستثن أحدا لكن أكثر الاحياء تضرّرا كانت احياء الصداقة والعمران 1 و2 وحي النصر والرجاء وزروق والطريفاية وحي المحطة وحي الصفصاف التي استعمل فيها اعوان الحماية الزوارق السريعة لاجلاء العائلات المحاصرة بالتعاون مع قوات الجيش الوطني والشرطة التي سخرت سياراتها وشاحناتها لنقل المواطنين المحاصرين.
حالتا وفاة وفقدان شابة وسيارة
حسب بعض شهود العيان فإن الاوضاع الأخيرة الناتجة عن الفيضانات كانت سببا في حالتي وفاة الاولى لطالب سنّه 22 عاما أصيل ولاية باجة لقي حتفه بالمبيت الجامعي بصعقة كهربائية والحالة الثانية وفاة كهل مصاب بضيق التنفس عجز المسعفون عن الوصول اليه في منزله بسبب الأمطار وقد تم دفنه يوم أمس، كما تم تسجيل فقدان شابة بجهة جومين سنها 15 عاما وجاري البحث عنها منذ صباح امس اضافة الى سيارة نقل كان على متنها 6 اشخاص جرفتها المياه القوية لوادي الطين وحسب مصادر من الحماية فقد تم العثور على جثتين لم يتم التعرف على هويتيهما. ومن جهتها قامت وحدات من الجيش الوطني بالتنسيق مع الحماية المدنية بإخلاء المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وإيواء الطلبة بالمدرسة الابتدائية نهج باستور. تدخلات المساعدة والاغاثة لاجلاء العائلات المحاصرة والمتضررة لم تقتصر على الجهات الرسمية فقط حيث رصدنا مشاركة كبيرة من عديد المنظمات والجمعيات وكذلك الشباب ممن يصفونهم بالسلفية حيث خصص بعضهم وسائل نقل وجرارات للوصول الى المناطق المعزولة.