رفض عدد من المواطنين الاستجابة للتحذيرات والتحوّل الى مراكز الاغاثة عقد عملية الانقاذ بعدد من المناطق التونسية... فيما تواصل اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة استنفارها تحسبا لفيضانات بمدن أخرى. «الشروق» تابعت الفيضانات وعمليات الاجلاء ورصدت آخر التطوّرات ومستقبل المناطق المهددة. قال السيد هادي بلحاج مدير عام السدود والاشغال المائية الكبرى وعضو اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة إن الوضعية في ماطر قد انفرجت وأن العائلات قد بدأت العودة لمنازلها، لكن الحذر واجب، كما قال إن منسوب المياه بوادي جومين قد انخفض. حالة تأهّب حالة التأهب أمس كانت في جندوبة وبوسالم حيث توقعت اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة تصاعد معدّلات الفيضانات على الساعة التاسعة ليلا، وقد تم اتخاذ كل الاحتياطات لحماية الأهالي والمواطنين. وتخوّف السيد هادي بلحاج من عدم استجابة المواطنين للتحذيرات، حيث تعطلت عمليات الاجلاء، ووجد عديد المواطنين انفسهم في فخ المياه، وارتفع الصراخ والعويل ليلا وكانت عملية الانقاذ أكثر صعوبة. وتم التنسيق مع الجيش الوطني والحماية المدنية في بوسالم لتفادي الخسائر البشرية... واتخذت كل المؤسسات هذه التحذيرات محمل الجدّ. ومن المنتظر أن يتصاعد الوضع غدا في كل من جندوبة ومجاز الباب باعتبار أن الماء سيتخذ طريقه نحو البحر. أخطر المياه سيصل في مرحلة لاحقة الى ولاية منوبةطبربة والجديدة وسيكون ذلك يوم 25 فيفري... كما أشارت مصادرنا الى أن الفيضانات ستغمر كل ولاية أريانة (سيدي ثابت والخضار) وولاية باجةوبنزرت... ومن المحتمل أن يتم اغلاق الطريق السريعة رقم 8 والطريق السريعة رقم 4 الرابطة بين بنزرتوتونس. أسباب وأودية تحدث السد هادي بلحاج عن أسباب الفيضانات والمتمثلة في تواصل هطول الامطار (أكثر من 200 مليمتر في جندوبة) وامتلاء كل السدود... ووجود كميات هامة من الأمطار في الولايات الأربعة (أكثر من 70 مليمتر)، وقد امتلأت كل السدود وبلغت طاقة الاستيعاب القصوى بما في ذلك سدود زغوان وسليانة. وأشار محدّثنا الى الوضعية الحرجة التي يعمل فيها الجيش الوطني والحماية المدنية بسبب عدم تعاون الأهالي. من جهة أخرى يذكر أن فيضان الأودية تسبب في مداهمة المياه لعدد من المنازل كما تسبب ارتفاع منسوب المياه بوادي مجردة في هذه الاشكاليات، اضافة الى تدفق الماء من الجزائر. وتسببت الفيضانات في وفاة شخصين في ماطر وفقدان أربعة أشخاص في الكاف يستقلون سيارة... اضافة لخسائر مادية في المزارع سيتم تحديدها في وقت لاحق... وسيتم وضع لجنة لتحديد الخسائر. خسائر... وتفاؤل بلغ منسوب المياه المدّخر حوالي مليار و800 ألف متر مكعب وهي كميات قياسية من المياه المخزنة ستكفينا سنوات كما أكد على ذلك السيد هادي بلحاج. وأضاف أن هذه الكميات قادرة على تأمين حاجياتنا من المنتوجات الفلاحية وغيرها طيلة ثلاث سنوات. وقال مدير عام السدود أن 400 ألف هكتار من الأراضي في تونس سقوية وهو ما يمثل 35٪ من الانتاج... وسيكون العمل هذا العام بمعدل 120٪ لاستغلال كميات المياه المبشرة بصابة قياسية من الحبوب وهو ما قد يحلّ مشكل الانتاج ويخفض الاسعار. وأشار الى أن «الجفاف» نقمة لا يمكن تجاوزها وأن الفيضانات نعمة رغم وجود خسائر وقتيةيمكن تجاوزها.