عددهم خمسون أو يزيد هم أصحاب عائلات... يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة للغاية بعد توقفهم عن العمل صلب شركات المناولة منذ حوالي 4 أشهر... انهم عمال النظافة في 7 شركات مناولة متعاملة مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات. «الشروق» تابعت تفاصيل مشاكلهم من خلال الاستماع الى بعضهم فالسيد جمال الناصر (38 سنة) متزوج وأب لطفلين حدثنا عن طبيعة عمله وزملائه مشيرا الى أن ما لا يقل عن 50 عاملا كانوا موزعين على 7 شركات مناولة ناشطة في مجال النظافة والبيئة وتتعامل مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات تحت تسمية الآلية (41) الراجعة بالنظر الى وزارة البيئة، السيد جمال يضيف ان مهامهم تتمثل في تنظيف الطرقات الوطنية والنقاط السوداء وتنظيف الواحات اما خلاصهم فكان يتم عن طريق المناولين مع غياب لبطاقة الخلاص، جمال أشار الى تدني الأجرة وعدم التمتع بأزياء العمل والعطل ومع ذلك وجد محدثنا نفسه دون عمل موضحا ان ذلك جاء على خلفية انتهاء عقد صاحب الشركة مع الوكالة ورغبته في تجديده وهو ما رفضه العمال الذين طالبوا بالادماج ضمن الوكالة بعد الغاء العمل بالمناولة السيد جمال يؤكد ان الوكالة لم تعترف للعمال بحقهم في الادماج وهو ما جعلهم دون شغل منذ أشهر الأمر الذي تسبب له في معاناة اجتماعية كبيرة اذ لم يعد قادرا حتى على شراء علبة حليب وهو الذي تراكمت ديونه لدى «العطار» وتضاعفت له فاتورة الكهرباء مرارا عديدة لتتجاوز 250 دينارا دون قدرة على خلاصها! وهو يعيش على أمل الادماج وتمكينه من حقه في العيش الكريم الذي لا يكون حسب رأيه دون شغل يحفظ كرامته. عمل مرهق... واقتراض متواصل السيد أحمد عياشي (40 سنة) متزوج وأب لستة أبناء منهم أربعة يدرسون بالابتدائي والثانوي يشير الى أنه متوقف عن العمل منذ أشهر وهو الذي عاني كثيرا على امتداد ثلاث سنوات من العمل المرهق وخطورته والحساسية بسبب الروائح الكريهة مع عدم التمتع باللباس الخاص والتلقيح الضروري واليوم يضيف أحمد أنه يجد نفسه عاجزا عن تسديد معلوم كراء منزله ومضطرا الى الاقتراض لتوفير الضروريات مع اعتماده على «الكريدي» لدى «العطار» على أمل تحسن الحال وتسديد الديون وهو حلم لن يتحقق حسب رأيه اذا لم يتم انصافه وادماجه وتمكينه من كافة حقوقه المادية والمعنوية اما زميله عمر ياسمينة (36 سنة) فهو يواصل عطالته وهو متمتع بالسكن مع والدته التي يعتمد عليها في مصروفه اليومي علما وأن زوجته حامل وهو مضطر الى الاعتماد على «الكريدي» في توفير الأكل والدواء عمر يشير الى انه قضى 5 سنوات في عمله ليجد نفسه الآن مهمشا ودون مستقبل مهني اذا لم يتم ادماجه ضمن وكالة التصرف في النفايات وذلك في سياق تجسيم توجه الدولة نحو الغاء المناولة وإدماج أعوانها. مفارقات... طرائف... غرائب... الشاب عمر ياسمينة أكد لنا أن عمالا في مؤسسات شبيهة بالمؤسسة التي يعمل بها في تونس ومنطقة الشريط الساحلي قد تم ادماجهم فيما بقي هو وزملاؤه في حالة انتظار اما أغرب ما صرح لنا به هو أن بعض المستفيدين من شركات المناولة والمتعاقدين مع وكالة التصرف في النفايات هم من المواطنين المرسمين في أعمالهم! ويضيف عمر أن ما كان يصرح به من أجور لفائدتهم كان في حدود 300 دينار في حين ان ما يتقاضونه «تحت الحائط» حسب عبارته لا يتجاوز 200 دينارا! أما آخر لقطات المعاناة لهذه الفئة من العمال فهي تتمثل في تعرض خيمة اعتصامهم منذ أيام الى السرقة ليلا مع العلم الوطني وبعض اللافتات ويضيف عمر ان الخيمة كانت على ملك أحد زملائه يقوم بكرائها من حين الى آخر في بعض المناسبات... فهكذا كان الاعتصام الهادف الى ضمان مورد رزق قار سببا في خسارة مصدر تمويل عرضي (الخيمة)!