هل هو اقصاء وتهميش أم تقصير منه؟ لماذا غاب عن المهرجانات الكبرى؟ ماهو موقفه مما يحدث اليوم في الساحة الفنية؟ هذه أسئلة وأخرى طرحناها على الفنان نورالدين بن عائشة، فكانت هذه حصيلة اللقاء.
يعتبر الفنان نورالدين بن عائشة أحد الأصوات الطربية القليلة التي تشبثت بالفن الطربي ولم تنخرط في موجة الأغنية الخفيفة... وعلى الرغم من القيمة الفنية لما يقدمه وما يختزنه من طاقات صوتية ومهارة في العزف على آلة العود، فإنه لم يأخذ حظه من الشهرة ومن الفضاءات الاعلامية المسموعة والمرئية.
أين أنت من الساحة الفنية هذه الأيام؟
أنا موجود وأعمل وأنجز أعمالا باستمرار، لكنها لا تقدم للناس.
ولماذا؟ من يتحمل مسؤولية ذلك؟
التهميش والاقصاء ليس جديدا بالنسبة لي، فأنا مهمش منذ سنوات، فحتى عندما أقدم عرضا لا تغطيه لا التلفزات ولا الاذاعات.
ومن يقف وراء هذا التهميش؟
لا أعرف الأطراف المسؤولة على ذلك، لكن أعرف الأسباب.
وماهي الأسباب؟
لأنني أعبّر عن رأيي وأفصح عن مواقفي بكل صراحة، وهذه الصراحة ومناهضتي للرداءة هي التي كلفتني الاقصاء، أنا تهمتي الوحيدة هي الطرب ودفاعي عن الفن الأصيل.
تحدثت عن مواقف كانت سببا في اقصائك، هل من أمثلة؟
موقفي من الدعم الموسيقي لم يعجب الكثيرين.
وهل أنت ضد الدعم؟
أنا ضدّ الدعم بالشكل الحالي، بمعنى الدعم على الأغاني، لأن هذا الدعم لا يذهب الى مكانه الصحيح باعتبار افتقارنا الى شركات انتاج تهتم بهذا الانتاج وتروج له وتسوقه.
وماذا تقترح كبديل؟
أقترح دعم العروض الموسيقية والغنائية التي يشاهدها الناس، فأن ندعم أغان توضع في علب ولا يسمعها أحد في غياب مسالك ترويج، فهذا سوء تصرف حتى لا أقول فساد مالي.
ومن قال لك ان دعم العروض سيكون عادلا؟
هذا موضوع آخر، لا بد من ايجاد آليات تضمن العدل في توزيع الدعم على مستحقيها حسب مقاييس فنية، فلا يعقل أن تبقى نفس الوجوه تتمتع بكل شيء.
برأيك هل تغيّرت الممارسات بعد 14 جانفي؟
لا شيء تغيّر دار لقمان على حالها وربما تراجعت أكثر الساحة الفنية جامدة، لا عروض ولا تظاهرات، هناك غياب كلي للاهتمام بالفنان والفن عموما وهذا خطير، مهرجانات ألغيت وأخرى تأجلت.
والحلّ برأيك؟
تفعيل الفضاءات وتفعيل وجود وحضور الفنان في الساحة ومنح الفرصة لكل الأنماط الموسيقية التي تتوفر فيها مقاييس الجودة والرقي بالذائقة الفنية.
وكيف ترى عملية التفعيل؟
بالامكان القطع مع الموسمية، وايجاد مسالك ترويج للعروض من خلال شبكة دور الثقافة ودور الشباب والمراكز الثقافية، يؤسفني أن يتحدث وزير الثقافة عن المهرجانات الصيفية فقط، وبقية أشهر العام ماذا نفعل؟
على ذكر المهرجانات الصيفية، هل ترشحت لمهرجان قرطاج الدولي؟
ترشحت أكثر من مرة. آخرها في الصيف الماضي قدمت مقترحا الى مهرجان قرطاج ومهرجان الحمامات، لكنهم منحوني عرضا بالقيروان وكان عرضا ممتازا وممتعا.
باعتبارك مع الحركة الفنية على امتداد الموسم، لماذا لم تبادر بتقديم عروض؟
لقد بادرت وقدمت مشروعا لسلسلة من العروض في مختلف جهات الجمهورية، لكن الرّد كان سلبيا وقيل لي أن الميزانية لا تسمح في الوقت الحاضر.
ربما عرضك مكلفا ماديا؟
لا، لم أطلب عشرات الآلاف من الدنانير، ما طلبته يغطي مصاريف العرض فقط من عازفين ونقل وغير ذلك... لكن ماذا أقول، لا شيء تغيّر.
والبديل برأيك؟
بالنسبة لي أنا أعمل، وإن شاء اللّه سأقدم عروضا بباريس وسترازبورغ خلال شهر أفريل المقبل وذلك بالتعاون مع جمعيتي «الثقافات المتوسطية» و«ياسمين».
وماذا يمكن أن نعرف عن هذا العرض؟
هو بعنوان «بلا حدود»، الأغاني من كلمات الشعراء على الورتاني ونورالدين هلال ومنذر العيادي. أما الألحان فكلها بامضائي.
اضافة الى الدعم والترويج والمهرجانات، ماهو الملف الفني والثقافي الذي ترى من الضروري فتحه؟
ملف حقوق التأليف، منذ 15 سنة لم أتحصل كملحن وصاحب أغاني على مستحقاتي من منظمة حقوق التأليف والتلحين، هذا ملف شائك في وزارة الثقافة لا بدّ من فتحه، لأن حقوق المبدع مهضومة منذ عشرات السنين.