تونس الصباح: لا احد بامكانه ان يشكك في القيمة الفنية للمطرب نورالدين الباجي... لقد ظل الرجل صامدا منذ اكثر من 35 سنة في الساحة الفنية بلونه الغنائي، رغم ما بلغه ووصل اليه وحققه ابناء جيله من شهرة وتطور. ورغم ما عرفته الساحة الفنية العربية والتونسية من تغييرات.. ولا احد بامكانه ان ينافسه في اداء الاغاني الطربية لعمالقة الفن العربي... ولكن ما الذي يحول دون إشعاعه؟ «الصباح» التقت نورالدين الباجي وسألته. 1 نورالدين الباجي ظل كما هو وكما عرفه الجمهور في الثمانينات على نفس التوجه الى الان.. لماذا؟ * في الحقيقة لعدة اسباب منها العائلية والمادية والاعلامية فأنا لم احسن استغلال امكانياتي اعلاميا ثم قمت ببعض الاخطاء في حق نفسي وفي حق البعض ممن لم انو الاساءة اليهم. ثم اني لم اسيء كثيرا لميولاتي واختياراتي، فأنا درست الموسيقى لدى احسن الاساتذة ولي تكوين صحيح ومازلت اطمح دائما الى مكانة ارقى وافضل رغم الخبرة الطويلة والتجربة وقد وجدت مساعدة كبيرة من مهرجانات المدن في رمضان الا ان الجمهور تغير، فهو يطالب دائما بالجديد وبالتطور الدائم. 2 انت نادرا ما تغني في المهرجانات الصيفية؟ * هذا صحيح، ربما بالنسبة للمهرجانات الصيفية الكبرى والدولية، والسبب انتشار «الراب» والمزود وتوجهات ادارات المهرجانات نحو العروض التجارية وانا لا ألومهم. ولكن لابد من تحقيق نوع من التوازن والمعادلة لارضاء الجميع ثم برمجة من يغني الطربي لمن يحب الموسيقى الراقية، والموسيقى الجيدة التي مازال لها جمهورها. وأنا لا استطيع جمع فرقة موسيقية واعداد عرض لمهرجان واحد، او اثنين. لذلك افضل الغياب والراحة في الصيف ثم اني اعرف نفسي منذ فصل الشتاء هل ستتم برمجتي ام لا في المهرجانات الصيفية؟. 3 ولكننا رايناك تجوب البلاد في رمضان؟ * لاول مرة كانت لي 10 عروض في رمضان مقابل عدد محدود في السنة الماضية وربما يعود هذا الى طبيعة النوعية الموسيقية التي اقدمها. في خبر كان... 4 هل انت راض عن مسيرتك الفنية؟ * لست راض طبعا! قمت باخطاء، لم احسب كثيرا لان المعركة وطبيعة المرحلة الفنية تغيرت، أنا بقيت في نفس المكان، والقيمة الفنية لا يمكن الوصول لها بسهولة، ثم انه لولا المندوبيات الثقافية الان ومهرجانات المدن لاصبح نورالدين الباجي في خبر كان! 5 هل قلة ظهورك في المنوعات التلفزية سببه اختياراتك ولونك الموسيقي؟ * تأتيني الدعوات من المنتجين والمنشطين، ولكنني ارفض في غالب الاحيان لان الاطار الذي اغني فيه غير مريح بالنسبة لي. جمهوري خاص جدا، ثم انه في التلفزة وفي هذه المنوعات لا اجد العازفين الذين اعمل معهم براحة وتجاوب كبير. أنا لي رؤية خاصة ولي لون احافظ عليه دائما ولا اتنازل على شيء من اجل الظهور في التلفزة! 6 بعضهم يقول بأن نورالدين الباجي مردد لاغاني الاخرين وليس بمطرب؟ * من قال هذا عليه الذهاب الى تعلم الموسيقى والغناء. أنا دائما اسعى الى تحسين مستواي، وأنا في 2009 احسست انني في قمة العطاء، ومستواي الفني دائما الى الاحسن عما يحكون عليه. 7 الفنان قاسم كافي يعتبر نفسه ويصرح دائما انه مطرب تونس الاول؟ * كل انسان له ان يقول ما يريد، وأنا احترم قاسم كافي وله الحق مادام كل احد يعتبر نفسه سلطانا ويسمع السلاطين، في وقت لا وجود فيه لسلطان في هذه الساحة الفنية. وله ان يدافع هو عن حقه بالطرق الممكنة له. 8 ماذا تقول عن صابر الرباعي؟ * مطرب ناجح، بلغ درجة كبرى من الاحترام واتمنى ان ارى صابر المطرب كما تمنيت انا أن يكون. هو ذهب في برنامجه وخطه الفني الى اللون الشبابي اكثر من اللزوم... وثمة من يريد سماعه في اللون الطربي وفي اغاني ب30 دقيقة وهو قادر على اداء هذا اللون... 10 يرى بعض النقاد والموسيقيين انك تتمعش من اغاني الموتى.. ماذا ترد عليهم؟ * الجميع في تونس يعرفني هكذا، وشجعوني كثيرا على هذا الاختيار والتوجه، ولي شرف كبير وفخر بأن اغني لمن رحل وترك رصيدا غنائيا هائلا وله مستوى فني عال. واقول انني الوحيد في تونس الذي مازال محافظا على مستواه واختياراته الفنية، بسبب قناعاتي لا غير أنا لا انزل على مستوى «جفنه علم الغزل» و«عندما يأتي المساء» أنا لي جمهوري، ولكن ربما لظروف مختلفة هو لا يتنقل للمسارح لسماعي. 11 هل ثمة اصوات تونسية تعتبرها منافسة لك؟ * أنا لا اقول المنافسة وانما اقول القادرة على الغناء الجيد، مثل صابر وكريم شعيب، ومحمد الجبالي او هالة المالكي ورحاب الصغير وسنية مبارك ولطفي وصلاح مصباح وعدنان الشواشي. لنا اصوات جيدة في تونس ومستوياتها متفاوتة. 12 متى سيكون لنورالدين الباجي اغانيه الخاصة؟ * يكون ذلك بدعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث او بالسفر الى المشرق العربي وهذا الحل الثاني غير مناسب لي في عمري الان على الاقل.